وزير خارجية النظام التركي تشاويش أوغلو، وخلال لقائه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، كرر مزاعم نظامه بأن بلاده “تولي أهمية كبيرة لوحدة أراضي سورية”، وعزف على ذات الأسطوانة التركية المشروخة بضرورة “تطهير سورية من التنظيمات الإرهابية التي تهدد وحدة أراضيها”، وهذا الكلام يجافي الحقيقة تماماً، إذ أن الوقائع على الأرض تدحض كل أكاذيب مسؤولي النظام التركي بهذا الشأن، بدليل مواصلة هذا النظام احتلاله لأجزاء من الأرض السورية، وهذا يخالف مبدأ الحفاظ على سيادة سورية ووحدة وسلامة أراضيها، وهو ما أكدت عليه مخرجات “آستانا” في كل جولاتها السابقة، وكذلك فإن الدعم التركي المتواصل للتنظيمات الإرهابية في إدلب، وبعض ريف حلب، ومنطقة الجزيرة، لا يستقيم مع كلام تشاويش أوغلو بضرورة” تطهير سورية من الإرهاب”، والكل يعرف بأن نظام أردوغان هو من فتح الممرات على أراضيه لاستقدام مئات آلاف الإرهابيين إلى الأراضي السورية، وهو من يدير دفة عملياتهم الإجرامية.
في الوقت الذي كان فيه وزير خارجية النظام التركي يدلي بأكاذيبه أمام وسائل الإعلام، كانت قوات بلاده الغازية والمحتلة تستقدم المزيد من التعزيزات الإضافية لدعم قواعدها غير الشرعية والتنظيمات الإرهابية التي تدعمها بريف الرقة الشمالي، فيما وتيرة اعتداءات تلك التنظيمات في منطقة خفض التصعيد بإدلب تتصاعد، وذلك في سياق المخطط الاحتلالي التوسعي الذي أعلنه رئيس النظام التركي لإنشاء ما سماه “المنطقة الآمنة”، وهذا التهديد بحد ذاته يشكل انتهاكاً سافراً للقانون الدولي ولسيادة أراضي سورية ووحدتها وسلامتها.
النظام التركي، لا يترك فرصة إلا ويستغلها لتنفيذ أجنداته العدوانية على الأرض السورية، وهو يستغل اليوم الحرب في أوكرانيا – وما يفرزه التصعيد الأميركي والغربي ضد روسيا من تهديد للأمن والاستقرار الدوليين- لتسريع وتيرة عدوانه على الشعب السوري، ورأس هذا النظام، اللص أردوغان، بات يجيد اللعب على الحبال لتمرسه بالكذب والنفاق، ولكن في الوقت ذاته لا يمكن بالمطلق استبعاد المشغل الأميركي عن أي تصعيد ميداني يمارسه ضامن الإرهابيين وداعمهم لخلق واقع جديد على الأرض، سواء في منطقة الجزيرة السورية، أم في إدلب، ولاسيما أن نظام أردوغان ومرتزقته يعملون في النهاية تحت عباءة الأميركي، حتى وإن استفرد هذا النظام بتنفيذ بعض الجزئيات بين الحين والآخر، بهدف الابتزاز، سواء لمشغله في البيت الأبيض، أم تجاه الجانبين الروسي والإيراني في إطار عملية “آستانا”.