منذ أن أمسك الغرب بمفاتيح الصناعة وبدأ عدوانه واستعماره للعالم نصب نفسه سيداً وحاكماً ..لا شيء يجب أن يكون أو يحدث إلا من خلاله وعبره وأي إنجاز في أي بقعة من العالم لايمكن أن يعترف به إلا إذا كان الغرب مباركاً له ويقدمه على أنه من إنجازاته هو.
هذه المركزية التي سوقها الفكر الاستعماري سيطرت فعلاً على المشهد بكل أنحاء العالم وازدادت مع التضليل الإعلامي الغربي الذي أصبح أهم الصناعات التقنية والفكرية..
اليوم هذه المركزية الهشة تعرت وتشظت وبدأت تظهر على حقيقتها …صحيح أن الأمر لم يتم بين ليلة وضحاها وكانت له أسبابه القريبة والبعيدة..
وجاءت الحرب الروسية الوقائية في أوكرانيا لتعري ما تبقى من أساطير هذه المركزية التي تقوم على الدعاية أكثر منها على أي أسس ومقومات أخرى.
ما من أحد ينكر أن الغرب متطور صناعياً وتقنياً وأنه قدم إنجازات مهمة ..لكن ليس هذا المشهد كله أبداً.
تبعيته العمياء لواشنطن جعلته يفقد حتى ما تبقى من صورة هشة..
الغرب يصرخ من أزمة الطاقة..بترولاً وغازاً ويتحدث عن أزمة غذاء عالمية قادمة يدعي أن روسيا سببها..
فما الذي ينتجه الغرب إذن؟
هل يعقل أن مركز العالم كما يدعي عن نفسه _ يعيش عالة على الأطراف التي لم يكن ليراها ؟
أسئلة كثيرة تطرح حول المركزية الغربية الوهمية ليس في السياسة والاقتصاد وحدهما بل في الثقافة والفكر والإبداع..ولهذه محطات أخرى..
باختصار : تهشمت المرآة التي لم تكن صافية أبداً بل تعكس الوهم ..وهذه بداية يبنى عليها الكثير.