قطب واحد.. و”ديمقراطية”!!

يتنكر حكام الدول المتغطرسة على امتداد جغرافية العالم وهم يحكمون بعقلية القطب الواحد كحال الولايات المتحدة الأمريكية وزعماء بيتها الأبيض في ثوب الديمقراطية، ويصرّون على الحفاظ على هذا الثوب بأي شكل من الأشكال.
المتابع للمشهد السياسي بدقة يتذكر دعوة الرئيس الأمريكي جو بايدن لعقد ما أسماها (قمة ديمقراطية) بداية شهر كانون الأول من عام 2021 وهي الأولى على الإطلاق، لكي يثبت بايدن أن الولايات المتحدة لا تزال (زعيمة العالم الحر).
القمة كانت وبشكل واضح وبشهادة أجندتها عبارة عن قمة مسيسة تهدف واشنطن من خلالها لتجييش بعض دول العالم ضد دول معينة، ومن يقرأ المشهد الأمريكي في الداخل يتأكد أن دعوة بايدن إلى هذا النوع من القمم ما هي إلا وسيلة لمناقشة سبل محاربة ما يسمونه التهديد الصيني والروسي وغيرهما من المنافسين والمعارضين إما على الصعيد الاقتصادي أو السياسي أو العسكري، لأن الجميع يعلم أن أمريكا تؤمن أن العالم لا بد أن يكون بقيادتها أي قيادة أحادية الجانب.
ما تفعله أمريكا وتنادي به من ديمقراطيات مختلفة مردود عليها، فأمريكا بحاجة إلى التطبيق الديمقراطي داخلياً قبل الشروع بالمناداة لهذا المبدأ خارجياً فهي ليست المثال أو النموذج الذي يجب اتباعه ديمقراطياً.
التاريخ يسجل كل الثغرات، وهناك أمثلة كثيرة توضح أن أمريكا ليست الدولة المعنية للدعوة لمثل هذه القمم والشعارات والمؤتمرات، ففي مقدمة تلك الأمثلة الدعوة الخاطئة والظالمة إلى الحرب على العراق وغزوه على أساس أنها جلب للديمقراطية, أضف لذلك العنف والعنصرية التي تظهرها المؤسسات الأمريكية تجاه الملونين، يجعل الولايات المتحدة ما زالت ممزقة بسبب التفرقة العنصرية، ولطالما كان الأمريكيون وغيرهم من أصل إفريقي أهدافاً للقتل العنصري.
واشنطن تعارض في كل زمان ومكان، وبكل قوة تشكيل عالم ديمقراطي حقيقي غير مزيف متعدد الأقطاب، لأن تشكيله يعني أنها فقدت الهيمنة على العالم، وهذا ما أشارت إليه موسكو في أكثر من مناسبة، واليوم تشير إليه كوبا المستبعدة من القمة التاسعة للأمريكيتين في مدينة لوس أنجلوس الأمريكية، وترى أن الولايات المتحدة تفتقد الشرعية الأخلاقية للتحدث عن الديمقراطية.
وكلمة الرئيس الكوبي أمام ممثلين عن المجتمع المدني في العاصمة هافانا تصب في ما عرضناه في البداية، حيث فضح ما تتشدق به واشنطن من ديمقراطية مزيفة بوصف ما تروج له الولايات المتحدة للديمقراطية وحقوق الإنسان بأنه مجرد وهم، فواشنطن حتى غير قادرة على ضمان حقوق مواطنيها على أراضيها.
ونقتبس من كلام الرئيس الكوبي (في الولايات المتحدة لا توجد ضمانات للخدمات الصحية الأساسية كما أن بيع الأسلحة له أولوية على حقوق الأطفال أو حصولهم على التعليم.. بالإضافة لمظاهر العنصرية والتمييز واستخدام مصطلح الديمقراطية لأغراض سياسية).
لن أتحدث عن القمة التاسعة للأمريكيتين، وأكتفي بتوصيف الرئيس الكوبي لها بأنها (مشهد ذو صبغة استعمارية جديدة حيث استبعدت منها الولايات المتحدة بلاده وفنزويلا ونيكاراغوا).
لا شك أن الولايات المتحدة لديها القدرة على منع وجود كوبا وغيرها من دول في لوس أنجلوس، لكنها لا تملك القوة لإسكات صوتها أو إخفاء الحقيقة، أو ستر عورتها السياسية، والتغطية على أفعالها القبيحة في انتهاك أراضي الدول تحت ستار وشعارات نشر ديمقراطيتها الكاذبة لتحقيق أهداف وغايات جيوسياسة.

آخر الأخبار
السفير الضحاك: عجز مجلس الأمن يشجع “إسرائيل” على مواصلة اعتداءاتها الوحشية على دول المنطقة وشعوبها نيبينزيا: إحباط واشنطن وقف الحرب في غزة يجعلها مسؤولة عن مقتل الأبرياء 66 شهيداً وأكثر من مئة مصاب بمجزرة جديدة للاحتلال في جباليا استشهاد شاب برصاص الاحتلال في نابلس معبر جديدة يابوس لا يزال متوقفاً.. و وزارة الاقتصاد تفوض الجمارك بتعديل جمرك التخليص السبت القادم… ورشة عمل حول واقع سوق التمويل للمشروعات متناهية الصغر والصغيرة وآفاق تطويرها مدير "التجارة الداخلية" بالقنيطرة: تعزيز التشاركية مع جميع الفعاليات ٢٧ بحثاً علمياً بانتظار الدعم في صندوق دعم البحث العلمي الجلالي يطلب من وزارة التجارة الداخلية تقديم رؤيتها حول تطوير عمل السورية للتجارة نيكاراغوا تدين العدوان الإسرائيلي على مدينة تدمر السورية جامعة دمشق في النسخة الأولى لتصنيف العلوم المتعدد صباغ يلتقي قاليباف في طهران انخفاض المستوى المعيشي لغالبية الأسر أدى إلى مزيد من الاستقالات التحكيم في فض النزاعات الجمركية وشروط خاصة للنظر في القضايا المعروضة جمعية مكاتب السياحة: القرارات المفاجئة تعوق عمل المؤسسات السياحية الأمم المتحدة تجدد رفضها فرض”إسرائيل” قوانينها وإدارتها على الجولان السوري المحتل انطلقت اليوم في ريف دمشق.. 5 لجان تدرس مراسيم و قوانين التجارة الداخلية وتقدم نتائجها خلال شهر مجلس الشعب يقر ثلاثة مشروعات قوانين تتعلق بالتربية والتعليم والقضاء المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات لقوات العدو في عدة مواقع ومستوطنات “اللغة العربيّة وأثرها في تعزيز الهويّة الوطنيّة الجامعة”.. ندوة في كلية التربية الرابعة بالقنيطرة