الملحق الثقافي – ديب علي حسن:
مازالت في الذاكرة تلك المعركة النقدية التي دارت منذ زمن بعيد بين الشاعر الكبير نزار قباني والناقد الكبير أيضاً مارون عبود، حول قصيدة لنزار قباني يتحدث فيها عن سيدة اسمها جانيت …
يختم نزار قباني رده قائلاً : سنقول يوماً ما كتبنا شعراً بعصر مارون عبود …نعم كتبنا شعراً بعصر مارون عبود وكم في هذا القول دلالة على احترام الشاعر للنقد وكم يوليه من الأهمية والمكانة العالية ..
يوم كان النقد نقداً بأدوات النقد على تعددها.
ويرد مارون قائلاً: النثر مشي والشعر رقص فارقص لنصفق لك ..
الرقص الذي يحلق بك في فضاءات الإبداع ويحمل معك كل من يقرأ…
اليوم لكل كاتب وكاتبة شاعر وشاعرة، عشرات النقاد الذين لا يعرفون ألف باء حتى القراءة لكنها الجمل الجاهزة التي تكاد تكون حرفية ونسخاً عن بعضها بعضاً.
يروى أن ناقداً راحلاً وكان له الباع في النقد لكثرة الإلحاح عليه من قبل …
أعد نصاً نقدياً جاهزاً يستخدم لكل شاعرة فقط يبدل الشواهد الشعرية واسم الشاعرة وتكون الدراسة جاهزة.
تجربته هذه على ما يبدو تعممت كثيراً وبأشكال مختلفة .
المشهد مخجل جداً، فما تكاد تصدر مجموعة شعرية أو قصصية لأحد حتى تفاجأ أن الناقد فلان وفلان سوف يكونون ضيوف الندوة التي تحتفي بها ..
والمصطلحات الجاهزة سيدة الموقف ..
وقس أيضاً ذلك على الكتاب من ذوي المواقع الثقافية فور صدور أعمالهم تحجز المنابر ويحجز النقاد ..والتغطيات الإعلامية جاهزة ..
المشهد محزن، ومؤسف لقد طردت العملة الرديئة العملة الجيدة ونحن في الإعلام لسنا ببراءة من الأمر ولهذا حديث آخر.
العدد: 1099 تاريخ: 14 – 6 – 2022