ريم صالح:
من رأس العين، إلى عفرين، فإدلب، ولواء إسكندرون، وصولاً إلى جولاننا الحبيب، لن يكون هناك أي وجود لأي محتل، أو غاز على أراضينا.
فسورية كانت وستبقى مقبرة للغزاة، والطامعين، والمحتلين المارقين، ولكل من يتربص بها، وبشعبها شراً، إذ إن ثقافة المقاومة متجذرة لدى هذا الشعب منذ الأزل، هذا ما أكدته سجلات التاريخ، وهذا ما يحدثنا بها الزمان اليوم، بأن المحتل التركي سيسير على خطا أجداده، وكما اندحر الاحتلال العثماني، ومُرغ أنفه بالوحل، وذاق طعم الهزيمة، والفشل المدوي، وأيضاً كما أُجبر المحتل الفرنسي على الانسحاب من أراضينا، كذلك سيكون حال المحتل الأمريكي والتركي اليوم في الشمال السوري والصهيوني في الجنوب.
السيد الرئيس بشار الأسد، لطالما أكد على أن تحرير كل شبر أرض من الغزاة والمحتلين والإرهابيين هو قرار لارجعة فيه، وشدد في مقابلته الأخيرة مع قناة روسيا اليوم أنه” إذا كان هناك غزو ستكون هناك مقاومة شعبية بالمرحلة الأولى، طبعاً في الأماكن التي يوجد فيها الجيش السوري وهو لا يوجد بكلّ المناطق في سورية، وعندما تسمح الظروف العسكرية للمواجهة المباشرة سنفعل هذا الشيء، هذا حصل منذ عامين ونصف حصل صدام بين الجيش السوري والتركي، وتمكّن الجيش السوري من تدمير بعض الأهداف التركية التي دخلت إلى الأراضي السورية، سيكون الوضع نفسه بحسب ما تسمح الإمكانيات العسكرية عدا عن ذلك ستكون هناك مقاومة شعبية”.
وبالتالي فإن كل ما يقوم به الاحتلالان الأميركي والتركي، وما يروجان له من سيناريوهات ملفقة لن تؤثر على انتصارات الجيش العربي السوري، وتقدمه على كافة الميادين، وكذلك فإن كل وصفات رئيس النظام التركي رجب أردوغان، وهلوساته بمنطقته الآمنة لن تجديه نفعاً، وكل مراهناته على أوراق إرهابية مأجورة لن تقدم، ولن تؤخر، ولن تغير من حقيقة حتمية انتصار سورية بحكمة قيادتها، وربان سفينتها، وبهمة حماة ديارها، وباستبسال مقاوميها الشرفاء في أرض المعركة الذين لن يرتاح لهم بال حتى يتم تحرير آخر ذرة تراب من رجس المحتل الغاصب سواء كان أمريكياً أم تركياً أم إسرائيلياً.
كل حسابات أردوغان لن تجديه نفعاً، وكل الخيارات مطروحة على الطاولة العسكرية، ووحده الجيش العربي السوري من يمتلك زمام الأمور، هو والمقاومون الشرفاء سيعيدون المحتل الواهم إلى حجمه الطبيعي، حيث تتنامى المقاومة الشعبية بدورها، وتقوم بما يمليه عليها واجبها الوطني، وهم أي “المقاومون السوريون” لم ولن يترددوا أبداً في تقديم الغالي والنفيس من أجل تحرير وطنهم، وإنما على العكس تماماً لطالما كانوا جنباً إلى جنب مع وطنهم، ومع جيشهم الباسل.
شرارة المقاومة الشعبية الأولى ضد الاحتلالين التركي والأميركي انطلقت من القامشلي والحسكة إلى دير الزور، ولطالما خرج السوريون هناك في مظاهرات عبَّروا فيها عن رفضهم لأي تواجد أجنبي احتلالي غير شرعي على أراضيهم، ولطالما أيضاً أجبروا أرتالاً من القوات المحتلة الأمريكية على العودة أدراجها بعد التصدي لها، ومقاومتها، ومنعها من سرقة الثروات السورية.
كثيرة هي الدروس والعبر التي لقنها السوريون للغزاة الطامعين على مر التاريخ، من شفيق أحمد المؤيد العظم، وعبد الحميد محمد شاكر الزهراوي، وعمر عبد القادر الجزائري، وشكري علي العسلي، وعبد الوهاب أحمد الإنكليزي، ورفيق موسى رزق سلوم، ورشدي أحمد الشمعة في زمن الاحتلال العثماني إلى إبراهيم هنانو، والشيخ صالح العلي، وسلطان باشا الأطرش، وحسن الخراط، إلى يوسف العظمة في زمن الاستعمار الفرنسي، وكما صنع الثوار والمقاومون السوريون المعجزات بالأمس، سيخطونها اليوم بإرادتهم وعزيمتهم التي لم ولن تلين.