هل تحول “العنف الأسري” إلى ظاهرة تلف المجتمع؟ وهل بات العنف هو لغة التخاطب الوحيدة بين أفراد الأسرة؟ وهل أصبح الأب والأم مصدري فزع وجزع يبثان الخوف داخل المنزل؟ وهل تحول الزوج إلى رجل تخشاه زوجته وأولاده؟ وهل أضحى الأخ الكبير كابوساً لأخيه الصغير؟ وهل بات الأخ مبعث ذعر لأخته ؟ … أسئلة كثيرة، وكثيرة جداً باتت تدفعها عنوة إلى السطح ظاهرة “العنف الأسري” التي أضحت تنتشر كالنار في الهشيم بين بعض الأسر وبشكل يثير الحزن والأسى.
وتعزى أسباب تنامي وازدياد هذه الظاهرة إلى عوامل عديدة متداخلة ومتشابكة فيما بينها، فمنها ما يتعلق بالجهل والعادات والتقاليد الاجتماعية المتوارثة المتخلفة التي تجعل من الرجل متسلطاً على زوجته وأفراد عائلته، حيث يجب عليهم جميعاً أن يأتمروا بأوامره وينتهوا بنواهيه دون مناقشة، ودون قيد أو شرط، حتى لو كانت خاطئة و يمنع عليهم جميعا أن يردوا له طلباً حتى لو كان مستحيلاً أو غير منطقي، وهذا طبعا بخلاف كل القوانين والشرائع السماوية التي دعت إلى احترام الزوجة وتقديس الأسرة وإدارتها بالمحبة والحوار، وليس بالخوف والسوط والعصا.
ومنها ما يتعلق بالعوامل المادية الصعبة التي زادت من الظروف العصيبة التي يمر بها وطننا بسبب الحرب، حيث بات كل فرد من أفراد الأسرة ينفس غضبه بالآخر، فالزوج يحاول تنفيس غضبه بزوجته وبعدة وسائل وأشكال قد تنتهي بالضرب والعنف، وهذا ينطبق على الأم التي تعنف أبناءها بالسب والشتم والضرب، وكذلك الأخوة مع بعضهم بعضاً، وهكذا يتحول المنزل إلى ساحة معركة تستباح فيها كل الأعراف.
السابق