الثورة_طرطوس_تحقيق _غصون ديب:
يعتبر قطاع الدواجن من أهم القطاعات التي يعمل بها شريحة كبيرة من أبناء ريف محافظة طرطوس إضافة للزراعة و يرفد هذا القطاع سوق المحافظة و المحافظات الأخرى …ولكن للأسف بدأ هذا القطاع بالتراجع رويدا رويدا بعد سيل الكوارث الذي اجتاحت مربي الفروج في المحافظة فماذا حصل؟..
*خسارات بالملايين..
للإطلاع على الواقع التقينا بالعاملين في مجال الدواجن “أبو حسن” من منطقة القدموس يملك (مدجنة صغيرة ) قال : إن خسارته العام الماضي ٢٥ مليون ليرة و عن الصعوبات التي يعاني منها كمرب للفروج قال: إن أسعار الأعلاف باتت مرتفعة جدا و الضرائب مضاعفة و التدفئة شبه غائبة عن المداجن ما دفع نسبة كبيرة من مربي الدواجن في منطقتنا لترك هذه المهنة التي كانوا يزاولونها لسنوات طويلة و البحث عن مصدر رزق آخر يعيشون و أسرهم من ورائه.. مضيفا : من أسباب خسارتنا أيضا فتح باب الاستيراد على مصراعيه في حين كان هنالك فائض في إنتاجنا المحلي ما أدى إلى هبوط كببر في أسعار الفروج الى أقل من التكلفة ..و أردف خسارتي في الفوج الأخير حوالي ٣ ملايين ليرة متسائلا من يعوض علينا ؟ و نحن مازلنا نرزح تحت أعباء الديون و القروض التي اقترضناها على أمل تسديدها عند الإنتاج الذي ذهب أدراج الرياح…؟!
*تكاليف باهظة..
من جهته د “حيان” َ(صاحب مستودع و مرب) أشار إلى أن أبرز أسباب الخسارة الحاصلة لمربي الدواجن حاليا هي التكاليف الباهظة التي تكبدها المربون من ارتفاع كبير لأسعار الأعلاف و الأدوية و غياب المحروقات و أجور النقل وغيرها ..! و هذه الأسباب دفعت بنسبة كبيرة من مربي الدواجن للعزوف عن العمل نتيجة خساراتهم المتكررة! و الأسوأ أن صاحب المدجنة لا يستطيع أن يحول مدجنته الى أي عمل خاص أو مهنة أخرى بسبب موقع المداجن الذي يراعي الشروط الموضوعة لها و شروط الترخيص و غيرها…مضيفا: أن فشل طريقة التسعير للفروج صعودا و هبوطا خلال الأيام القليلة الماضية وضع المربي و المستهلك في تخبط فمديرية التجارة الداخلية و حماية المستهلك لم تضع سعرا محددا للفروج خلال أسبوع واحد !
*مطالب..وشروط..
و نحن كمربين و حرصا على استمرار العمل نطالب بتجديد الإعفاء من الضرائب لمربي الدواجن..وتشجيع استجرار الفائض من الفروج من قبل جميع الجهات العامة و الخاصة.
كما أوضح “جورج ديب” ( أحد المربين) : أن نسبة المربين في طرطوس تدنت بشكل ملحوظ حتى وصلت الى ١٠ ٪ و لعل أبرز الأسباب تعود الى ارتفاع التكاليف الباهظة لتربية الدجاج فكلفة كيلو الفروج من أرض المدجنة ٨ آلاف ليرة سورية و اليوم يباع بين ٥ و ٦ آلاف ليرة و هنا نتحدث عن خسارات كبيرة. و أضاف لو أن هامش الخسارة ضعيف قليلا لاستمر هؤلاء بالتربية و لما اضطروا لترك العمل .و لفت إلى ارتفاع سعر العلف بشكل كبير مضيفا أن نسبة العمالة في قطاع الدواجن كبيرة من أيد عاملة و مطاعم و معامل العلف و غيرها…و بات هذا القطاع مهددا بالانهيار.
تراجع تربية الفروج..
من خلال لقاءاتنا وصلنا الى أبرز البنود التي أدت إلى تراجع تربية الفروج حسب أغلبية المربين و العاملين في هذا القطاع غلاء أسعار الأعلاف و ارتفاع المحروقات و غيابها و ارتفاع أجور النقل و عدم وجود خطة من الجهات العامة لاستجرار الفائض من مادة الفروج الهامة لأغلبية المواطنين في ظل ارتفاع أسعار اللحوم الأخرى …و ضبط التهريب من الدول المجاورة.
*صندوق لتعويض المربين…
من جهته أوضح مدير الدواجن في طرطوس د. “دريد ابراهيم” : أن أحد أهم أسباب الخسارات التي تعرض لها المربون في طرطوس خلال الفترة الماضية ضعف القوة الشرائية و ارتفاع التكلفة إضافة إلى الجهد و التعب للمربي ، فالمربي الذي كان يربي ألفي طير على سبيل المثال خسارته بلغت حوالي ٤ ملايين ..وبالتالي أدى هذا إلى خسارة التاجر الذي استدان منه معظم المربين ! هذا و يشكل العلف ٧٥ ٪ من كلفة الإنتاج من ذرة و صويا و هي طبعا مواد مستوردة… و نوه د.”دريد” أن هنالك فجوة كبيرة بين ارتفاع كلفة المنتج و السعر التمويني الموضوع من أجل التكلفة .
و حول إمكانية تعويض مربي الدواجن من قبل الدولة في المستقبل أسوة بمزارعي المحاصيل الزراعية ذكر د .”دريد” أن هنالك اقتراحا بهذا الخصوص من قبل وزير الزراعة حيث عقد اجتماع مع غرف الزراعة و اقترح انشاء صندوق لتعويض المربين و هو قيد الدراسة. و بخصوص تسويق المادة قال : نتيجة ضعف القوة الشرائية لمادة الفروج فمؤسسة السورية للتجارة الداخلية و لأنها تمتلك وحدات تخزين ، تبريد وعدت باستجرار هذه المادة لكن لم نر شيئا على أرض الواقع….؟
*أخيرا ..
لا بد من إيجاد حلول إسعافية لمربي الدواجن للنهوض مجددا بهذا القطاع الهام ، بعد سلسلة الخسارات التي تعرضوا لها خلال السنوات الأخيرة و إيجاد حلول لتسويق هذا المنتج من قبل الجهات المعنية و ضرورة الاتجاه لتشجيع الزراعات الداخلة في مادة العلف ، كبديل عن الاستيراد بعد دخول قطاع الدَواجن في مرحلة الانهيار.