الملحق الثقافي – غسان شمه:
الكتابة وسيلة من وسائل التواصل بين البشر، ويمكن القول إنها لغة لها شروطها الخاصة كما يذهب البعض.. ويشير أحد الكتاب إلى أنه يجب على الكاتب أن يتجرد من كل ما يحيط به ويباشر الكتابة كما لو أنه يكتب لنفسه..
وهذا النوع من الكتابة يجد فيه المرء الكثير من ذاته وسعادته… ولعل توماس مان يذهب في هذا الدرب من التوصيف حين يشير إلى أنه في الكتب «لا نجد شيئاً سوى أنفسنا، والغريب أن هذا يسعدنا دائماً».
آخرون من الكتاب يذهبون في دروب مختلفة في رؤيتهم لدور الكتابة وأثرها، وفي هذا السياق يقول رولان بارت: «أنا لا أكتب لأتذكر ولكنني أكتب لأصارع النسيان الذي يعلن عن نفسه ويأتي دائماً بصفة مطلقة».
ومع ما سبق يبقى هاجس الكتابة ومن نبتغي مخاطبته من أكثر الأسئلة التي تفرض نفسها على الكاتب مهما اختلفت زاوية الرؤية أو طبيعة الخطاب، أو الفئة المستهدفة، في ظل تنوع كبير في أساليب الكتابة وأنماطها في عالم يتسع حقله المعرفي والإنساني إلى أقصى الحدود..
لماذا نكتب، ولمن نكتب، وماذا نكتب..؟
كلها أسئلة تقع إجاباتها في صميم الغاية التي يسعى الكاتب إليها من الكتابة ذاتها، والتي قد تكون شغفاً خالصاً في لحظة ما، وقد تكون تعبيراً عن الانتماء لقضية ما في حالة أخرى، وقد تكون ذات طابع فني وجمالي لدى بعضهم، أو للتعبير عن ذات الكاتب نفسه، وحتى حين تكون مهنة..
في اعتقادي أن الكتابة نوع من الشغف الشديد الذي يقيم علاقة راقية مع الآخر في إطار الدور أو الموقع الذي يريده الكاتب لنفسه..
العدد: 1100 التاريخ: 21 – 6 – 2022