من خلال استطلاعاتنا عن دور المجالس المحلية في حلب وجدنا أن تقاذف الكرات بين الأعضاء والمجالس والإدارات هو السائد ، فأعضاء المجالس يؤكدون أنهم يتقدمون إلى رئاسة تلك المجالس بمداخلات تتضمن قضايا المواطنين وهمومهم والمقترحات التي من شأنها معالجة تلك القضايا، والإدارات حجتها الدائمة هي ضعف الإمكانات ونقص اليد العاملة والآليات، وأن المواطن على حق ولكن ليس بالإمكان أفضل مما كان، وهنالك إدارات تلقي اللوم على المواطن وبأنه هو سبب الفوضى، وبأنه ” نقّاق ” ويطلب أكثر مما يعطي.
وهنا يتساءل المواطن عن سبب تقاذف الكرات، وبأن مطلبه الوحيد هو تأمين أبسط مستلزمات الحياة المعيشية له بكرامة، ويتساءل : بدلاً من أن تتقاذف الإدارة والمجالس وأعضاء تلك المجالس الكرات فيما بينها، لماذا لا يتم وضع خطط استراتيجية من شأنها خدمة المواطن وبناء الوطن، خطط استراتيجية وفق الإمكانيات المتاحة وبتوزيع عادل للخدمات يتناسب ومتطلبات كل حي وتجمع ومنطقة، فمن غير المقبول أن يهتم مجلسا المدينة والمحافظة بواقع الخدمات في أحياء ” الخمس نجوم ” ويهمل الأحياء الشعبية من ناحية الشوارع والأرصفة والحدائق والمواصلات ورغيف الخبز وغير ذلك من الأمور الضرورية التي ربما ستكون عناوين قادمة في خطة عملنا الصحفي الرسمي في ضوء التحضير لانتخابات الإدارة المحلية وتقييم أداء أعضاء المجالس المحلية الذين ستنتهي دورتهم الانتخابية بعد فترة قريبة ربما لاتتجاوز الشهرين، فصوت المواطن أمانة ولن يمنحه لمن كانت وستكون هوايته ” تقاذف الكرات المحلية “.