علم النص في نظرة نقدية جديدة

ثورة أون لاين:

صنف الدكتور حسين جمعة كتابه " التقابل الجمالي في النص القراني " , بانه درة الكتب السبعة و العشرين التي الفها وذلك في حديث خاص للثورة على جانب ندوة كاتب و موقف , بوصفه يطل على الفلسفة و على الدراسات القرانية الاعجازية و على الدراسات البلاغية و النقدية القديمة و المعاصرة , و يقول : اني ارى ان هذا الكتاب يسد ثغرة في المكتبة العربية , لان الدراسات الاعجازية القديمة لم تتناول المفهوم الجمالي و لم تتناول فلسفة الجمال و لذلك اردت ان اقيم الدراسة على اساس التجربة الجمالية , و حينما عدت الى تجربة الاجداد وجدتهم يرون ان كل ما قدموه من نظريات نقدية , انما هي تنبثق من المفهوم الجمالي سواء كان ذلك في نظرية عمود الشعر عند المرزوقي ام في نظرية نقد الشعر عند ابن قتيبة و اردت ان اوضح ان هذه التجربة النقدية التقت بالتجربة الجمالية للدراسات الاعجازية التي وصلت على يدي الزركشي في كتابه " البرهان في علوم القران " الى درجة عالية من التقدم في ادراكه لطبيعة الجملة الجمالية في القران , لكنه درسها من خلال البلاغة القرانية و من خلال المفهوم الديني , و بدوري سحبت هذه القضايا مجتمعة الى المفهوم الفلسفي الفكري و ناقشتها في ضوء ما وصل الينا من خلال الحضارة اليونانية سواء كان مفهوم الجمال عند ارسطو او مفهوم الجمال عند افلاطون و من ثم مفهوم الجمال افلوطين .
اعتمدت على نظريتين , " نظرية موت المؤلف و نظرية النص المفتوح عند رولان بارت "
اما نتائج الدراسة التي توصلت اليها ان وهبه الزحيلي يقول ان هذا فتح جديد في الدراسات الجمالية القرانية و الدراسات الاعجازية بشكل خاص , و من قرا الكتاب قراءة نقدية سيجد نفسه امام موضوعين اثنين :
كيف ننظر الى القراءة المفتوحة بوصفنا اصحاب فكر , نقتبس من الاخر بمثل ما نقيم علاقة مع التراث , و الذي يستطيع ان يقيم هذا التوازن مابين التراث و الانفتاح على ثقافة الاخر , يمكن ان يقدم رؤى جديدة .
و الشيئ المهم الذي لم يسبقه اليه احد ما يتعلق بنازك الملائكة في كتابها " قضايا الشعر المعاصر " من مفهوم الجملة الشهرية و المقطع الشعري , وجدت ان ما يقال اليوم عن البنية المعمارية للشعر الحديث , هي موجودة في البنية المعمارية للنصوص القديمة فوجدت ثلاثة مقاطع تتغير الفاصلة القرانية بتغير الدلالة , و هذا هو الذي يقوم عليه النص الشعري الحديث .
وفي رؤيته الى هذا المنجز الابداعي يقول الدكتور حسن حميد انه يسجل للكاتب الدكتور حسين جمعه احاطته الواسعه كالطيف بكل ما يتعلق بعلم الجمال قديما و حديثا لدى النقاد و الفلاسفة العرب و لدى غيرهم ايضا و يحمد له انه مشى الى موضوعه الجمالي بقلب جسور و قدمين ثابتتين , واخذ بثمار النقد الجمالي الحديث وقد طارد كل لفظ جمالي و كل مشهد و كل احساس و كل معنى يقارب لفظة الجمال, و مايز معرفيا ما بين الجمال الحسي – المادي و الجمال المعنوي – الروحي .
الكتاب محتشد بالمصطلحات و المفهومات التي تتناول ( النص , المقدمة , الاستهلال , العتبات , الحوافذ , الوحدات , النسق , المقطع , الالتفات , التخطي , التحييد , الاقصاء , التوازي , التواشج , التضاد , التناقض .. )
انه كتاب طواق باراء السابقين على الكتاب العرب منهم و الاجانب و هم يتحدثون عن فضاءات الجمال و معانيه ودلالاته فلا ياخذ بالتعاريف ولا يركن اليها الا بعد تقليبها على وجوهها كلها , للاخذ بالاميز و الاهم و الاشمل , و عد عن كل هذا فالكتاب ليس كتابا للحديث عن الجمال فقط و انما هو كتاب يتحدث عن الفلسفة و النقد و الفقه و التاويل و ان كان قد خص النص القراني بجل اهتمامه , الا ان التفسير و الشرح و التاويل لم تاخذ " كمفهومات " الكاتب من الحديث عن نظريات الفلسفة و المنطق و الجمال .
و الكتاب يتحدث بشكل اساسي و جوهري عن علم ذله اهل الثقافة و المعرفة العرب , و اعني به علم النص , فهذا الكتاب ينصرف للحديث عن ماهية النص من حيث عناصره و مكوناته و الوحدات التي يتالف منها و الانساق التي تجول في فضاءاته و النهايات التي تاخذ باحداثه و الخاتمة الت تغلق به باب الكلام ولكن لا تغلق باب الحديث عن تاثيراته .
فاكاتب و بخلال قراءته للنقد الذي كتبه النقاد العرب قديما كعبد القادر الجرجاني و ابو حسن علي الجرجاني " المعروف بالقاضي " و قراءته للمدونات النقدية العربية الحديثة يحاول , و قد نجح , تقديم علم النص ليس بوصفه كنونة تقدم للقارئ و انما بوصفه الجزء المرئي من مخاض الكتابة , لان هناك ما هو مهم يسبق النص ( المحرضات , الحوافز , الدوافع , الرغبة , الثقافة , الموهبة , .. ) و هناك ما يلي النص و المتمثل بالمسودات , اي الكتابات الاولية او التخطيطات او خطوط الكتابة و اندياحاتها الاولى قبل ان يصل النص الى عمارته النهائية , و كل هذا – ما يسبق النص و ما يليه – من الامور الجديرة بالدراسة لانها تكشف عن سيرتين مهمتين : سيرة الكاتب ( البيئة , الموهبة , الثقافة , الدوافع ) و سيرة النص ( التخطيطات , المحو , الاصطفاء .. ) .

فاتن دعبول
 

آخر الأخبار
المغتربون السوريون يسجلون نجاحات في ألمانيا   تامر غزال.. أول سوري يترشح لبرلمان آوغسبورغ لاند محاور لإصلاح التعليم الطبي السوري محافظ حلب يبحث مع وفد ألماني دعم مشاريع التعافي المبكر والتنمية ابن مدينة حلب مرشحاً عن حزب الخضر الألماني خاص لـ "الثورة": السوري تامر غزال يكتب التاريخ في بافاريا.. "أنا الحلبي وابنكم في المغترب" سوريا تفتح نوافذ التعاون العربي عبر "معرض النسيج الدولي 2026"  رفع العقوبات إنجاز دبلوماسي يعيد لسوريا مكانتها ودورها الإقليمي دعماً للإعمار.. نقابة المهندسين تؤجل زيادة تكاليف البناء من التهميش إلى التأثير.. الدبلوماسية السورية تنتصر  متبرع يقدم جهازي "حاقن آلي" وتنفس اصطناعي لمستشفى الصنمين بدرعا  حملة شاملة لترحيل القمامة من مكب "عين العصافير"  بحلب بين دعم واشنطن وامتناع بكين.. الرحلة الاستراتيجية لسوريا بعد القرار "2799" ما بعد القرار "2799".. كيف قلب "مجلس الأمن" صفحة علاقة العالم مع سوريا؟  خبير اقتصادي ينبه من تداعيات التّحول إلى "الريعية"  قرار مجلس الأمن وفتح أبواب "البيت الأبيض".. تحول استراتيجي في الدبلوماسية السورية  كيف حول الرئيس الشرع رؤية واشنطن من فرض العقوبات إلى المطالبة برفعها؟ ٥ آلاف ميغا واط كهرباء تعزز الإنتاج وتحفز النمو  المعرض الدولي لقطع غيار السيارات.. رسالة نحو المنافسة باستخدام أحدث التقنيات   "صحة وضحكة" .. مبادرة توعوية لتعزيز النظافة الشخصية عند الأطفال من رماد الصراع إلى أفق المناخ.. فلسفة العودة السورية للمحافل الدولية