في عالم الاحتراف الكروي يبرز المال كأحد أهم الركائز التي يستند عليها،إن لم يكن أهمها على الاطلاق!! فتوفر المال يعني تفرغاً كاملاً لجميع حلقات السلسلة الكروية،ابتداءً من اللاعبين وانتهاءً باتحاد اللعبة،مروراً بالمدربين وإدارات الأندية والطواقم الطبية،والإداريين والحكام والمراقبين والاحصائيين ومحللي الأداء..والقائمة تطول!!
وتبدو كرتنا في هذا المشهد العام مجرد كومبارس يؤدي دوره في مسرح الظل،وعلى الرغم من ذلك يصرّ البعض على تسمية مسابقة الدوري بالمحترفين؟!! وربما كانت نوعاً من الفكاهة،أو الكوميديا السوداء،ذلك أن عباءة الاحتراف الفضفاضة لاتغطي إلا بالكاد، حلقة اللاعبين،وربما بعض المدربين!!
احتراف اللاعبين في المفهوم الذي تتفرد به كرتنا،لايعني سوى مبلغ مالي كبير وقد يكون فلكياً أحياناً،تدفعه إدارة النادي إلى هذا اللاعب أو ذاك،مقابل اللعب في صفوف الفريق،ولمدة موسم واحد فقط،حسب ما أقره اتحاد كرة القدم وألزم به جميع الأندية، ومؤخراً سمح الاتحاد للأندية بالتعاقد مع لاعبين على الأكثر،من خارج الحدود،بعد أن مضى على قرار إلغاء التعاقد مع اللاعبين الأجانب عقد من الزمن،بدعوى تخفيض النفقات وضغط التكاليف التي تنوء بها الأندية،ويأتي قرار السماح في الوقت الذي لم تنتفي فيه ذرائع المنع، بل على العكس ازدادت حدتها وتفاقمت الاشكالية المالية؟!!
وفي السياق الذي ابتعدت فيه معظم أنديتنا عن الاهتمام بالقواعد،عجز اتحاد الكرة عن اعادتها إلى الطريق الصحيح،بإخفاقه في تنظيم مسابقات محلية منتظمة ومجدية للفئات العمرية،من شأنها دفع الأندية للاعتماد على قواعدها وعدم الجري خلف التعاقدات باهظة الثمن!!.