لا يختلف اثنان على أن الاستقرار و الاستمرارية هما أبرز عوامل النجاح التي من المفترض توفرها في مسيرة أي فريق أو منتخب كروي يطمح لتحقيق نتائج طيبة في المنافسات القارية و الدولية التي يشارك بها، و لا يختلف اثنان أيضاً على أن كلاً من الاستقرار و الاستمرارية مفقودان في كرتنا منذ عقود إن لم يكن بشكل كُلّي فبشكل نسبي على أقل تقدير.
الحديث عن غياب الاستقرار يتضمن الشقين الفني و الإداري ،على اعتبار أن منتخبنا شهد ما شهده من توالي الأسماء و تغيرها على منصب مديره الفني، دون أن يكون الأمر أفضل حالاً فيما يتعلق بمنصب المدير الإداري للمنتخب،أما الحديث عن غياب الاستمرارية فيأخذنا لغياب الاستراتيجيات التي من شأنها أن تُعطي نتائج مميزة على المدى الطويل،و بالتالي نلاحظ دائماً أن العمل في كرتنا (بغض النظر عن هوية مجلس إدارة الاتحاد) ما هو إلا نتاج ما تفرضه الظروف و تقرره اللحظة في هذه الحيثية أو تلك.
طبعاً لا ننكر على اتحاد كرة القدم الحالي إدراكه ما نذهب إليه بدليل السعي نحو التعاقد مع مدير فني أجنبي للاتحاد بهدف التخطيط لمسابقاتنا و منتخباتنا الكروية خلال السنوات القادمة، و لكن بكلّ صراحة فإن تحرك اتحاد اللعبة الشعبية الأولى في هذا الملف لا ينتقص من ضرورة وجود تحرك يأتي بقرارات حاسمة فيما يتعلق بهوية الكادر الفني و الإداري لمنتخبنا الوطني الأول ،و لا سيما أن كأس العالم (قطر ٢٠٢٢) بات قريباً ، و مما لا شك فيه أن إقامة هذا الحدث المونديالي في الشرق الأوسط سيضع كرتنا عموماً و منتخبنا الأول على وجه التحديد أمام عدة فرص لمواجهة منتخبات من مدارس عالمية مختلفة و لا سيما أن عدة منتخبات سترغب بمواجهة منتخبنا تحضيراً للمونديال سواء كان ذلك لغايات تكتيكية أو تدريبية أو لاختبار مدى الاستعداد و الجاهزية و هو أمر سيخدم منتخبنا بغض النظر عن سبب إقامة مثل هذه المباريات،و لكن يبقى الأمر مرتبطاً قبل كلّ شيء بجاهزية منتخبنا نفسه و استعداده لخوض مثل هذه المباريات و هو الذي اعتذر مؤخراً عن مواجهة منتخب عالمي كالمنتخب الأورغوياني بسبب عدم الجاهزية ،ما يؤكد ضرورة تمتع المنتخب بالاستمرارية و الاستقرار.