يبدو أن التحضيرات للزيارة المشؤومة التي سيقوم بها الرئيس الأميركي جو بايدن للمنطقة خلال الشهر القادم قائمة على قدم وساق، حيث يجهز الأعضاء المحتملون لما يسمى “الناتو العربي” أنفسهم جيداً لمراسم قص الشريط الحريري من قبل الزائر البليد، وقد لوحظ قيام بعض أزلام أميركا بتكثيف جولاتهم ونشاطاتهم واتصالاتهم في المنطقة لتحضير الأجواء لاصطفافات جديدة حادة تحت شعار الخطر الإيراني المزعوم.
من الملاحظ أن هؤلاء لا يرون الأخطار الحقيقية التي تهدد أمنهم واستقرار دولهم والمتمثلة دائماً بالتهديد الإسرائيلي المستمر، إضافة إلى الأطماع التركية المتمادية في سورية والعراق وليبيا إلى جانب الوجود الأميركي المستفز وغير الشرعي في أكثر من دولة عربية، ولا مشكلة لديهم ألبتة في أن يعقدوا المزيد من صفقات الذل والعار مع من يحتل الأرض ويغتصب الحقوق، في مقابل الحفاظ على عروشهم المهتزة حتى ولو كانت جهودهم وثرواتهم ستصب حكماً في خدمة الكيان الصهيوني المستفيد الوحيد من أي خصومة أو عداء بين العرب وإيران.
يرى بعض مروجي هذا التحالف أنه سيشكل خطراً كبيراً على كل من سورية ولبنان والعراق على اعتبار أن هذه الدول ذات علاقات وثيقة مع إيران “عدوهم الافتراضي”، أي إنه تحالف يستعدي دولاً عربية لها موقف واضح من حقوق الشعب الفلسطيني ومن قضيته العادلة، وبالتالي فإن إنشاء هذا التحالف يأتي استكمالاً لمخطط “صفقة القرن” التي عجزوا عن إنجازها في السابق، لذلك من المنتظر أن يلعب التحالف دوراً داعماً للمخططات الصهيونية الساعية لشرذمة الوضع العربي إلى أبعد مدى ممكن.
يسعى مؤيدو هذا التحالف لتقديم فروض الطاعة لواشنطن بأي ثمن، واستبدال العدو الحقيقي لشعوب المنطقة “إسرائيل” بعدو آخر من صنع أوهامهم هو إيران، وهو ما يفسر التهويل المستمر للخطر الإيراني المزعوم وتكثيف الحملات الإعلامية التي تحاول تشويه سمعة الجمهورية الإسلامية ونظامها وتشكك بمواقفهما المشرفة تجاه القضايا العربية، ولكنهم لم يدركوا بعد أن تحالفهم هذا سيكون وبالاً عليهم في حال ذهبت الأمور إلى حرب تخطط لها إسرائيل، وحينها سيندمون حيث لا ينفع الندم.
السابق
التالي