الثورة – آنا عزيز الخضر:
السينما هي الفن السابع، الذي يحمل بين جنباته جميع الفنون.. هي فن خالد يوثق الحقائق مهما كان أسلوبها الفني المتبع، ولهذا لا يمحو الزمن وقائعها وطروحاتها..
لهذا الفن حضوره ورسالته وكلمته على مستوى العالم، وفيه حقائق راسخة، حاول الفيلم السينمائي القصير “بعيداً عن الزمن” الإضاءة عليها.. الفيلم من إنتاج المؤسسة العامة للسينما.. تأليف وإخراج “صبا طعمة”.
ركز الفيلم على فن السينما وخصوصيتها، وأبرز دورها وأثرها، والآليات الفنية الخاصة التي استطاعت إبراز هذه الحقائق، بأسلوبية فيها السلاسة والجاذبية، كما الإقناع والإمتاع..
حول الفيلم، تحدثت المخرجة قائلة:
“اخترت هذا الموضوع، لأني أدرك الأهمية الكبيرة للأثر الذي تتركه السينما على مستوى العالم، في العديد من الجوانب الفكرية والاجتماعية والسياسية وغيرها.. أما عن الأسلوب المتبع، فلا بد أن الفكرة المطروحة تترك بصماتها على الأسلوب، حيث تهيمن روح الفكرة على الفيلم، وأسلوبه ومجرياته وعوالمه كافة، وكانت الطريقة التي اخترت بها أن يكتب ويصور فيلم “بعيداً عن الزمن”، تطبيقا لقواعد درستها في عدد من المواد في دبلوم العلوم السينمائية وفنونها..
لا أنكر أني أميل إلى أساليب معينة في الإخراج، أما الخصوصية في الأسلوب الإخراجي، فتحتاج إلى التجارب الكثيرة، لاختيار أسلوب ومنهج خاصين.
لا شك أن الفائدة التي حصدناها من دبلوم العلوم السينمائية وفنونها، كانت كبيرة للغاية، فتنوع المواد والمناهج، ساعدنا على الإطﻻع على معارف واسعة بشكلها المتقن، كالسيناريو والصورة والصوت، وأداء الممثلين والمونتاج وغيرها، وقد تمنينا لو المدة الزمنية أطول..
أما عن مسؤولية الفن تجاه المجتمع، فلا أبالغ إن قلت إن الفن هو المرآة المصقولة لإبراز الوجه الحقيقي لأي مجتمع، فالأمثلة كثيرة، ولا أتكلم عن السينما فقط، فالرسم والنحت والموسيقى على سبيل المثال، باستطاعتهم إخبارنا هوية موطنهم الأم، وبقدر ما يكون ذلك الموطن خصبا وداعما لأي فن منهم، يكون المنتج على قدر أكبر من الأهمية، فالعلاقة بينهم متعدية، يكتمل أحد أطرافها باكتمال الآخر. أما السينما، فميزتها الأهم التي تمتلكها، أنها تجمع أكثر من فن في محتوى واحد، هنا يبرز الأثر العظيم لها، إذ تعطي المشاهد جرعة مكثفة من الفنون، تخاطب عقله وحواسه مجتمعة”..