يعتبر احترام الأهل لأبنائهم من الأمور الضرورية التي يجب عليهم الانتباه لها جيداً، كونها تساهم إلى حد كبير في تكوين شخصيتهم وتعزيز ثقتهم بأنفسهم وبالآخرين.
كما أن الاحترام والتقدير يعتبر من أهم الاحتياجات النفسية للأبناء، ولاسيما في سنواتهم الأولى، حيث يشكل إشباع هذه الحاجة إحدى ضرورات نموهم بصورة سليمة، ذلك أن الصورة التي يرسمها الطفل في ذهنه عن نفسه هي أحد نتائج ما يتلقاه ويسمعه من أهله، ورغم ذلك نجد أن هناك بعض الأسر تفتقر إلى كيفية التعامل مع أبنائها، وخاصة الصغار منهم، انطلاقاً من أنهم لا يملكون مشاعر وأحاسيس كمشاعر وأحاسيس الكبار، وهو الأمر الذي يدفع الآباء والأمهات إلى الاستهانة بهم ومعاملتهم وكأنهم لايفهمون ما يحيط بهم، هذا بالإضافة إلى بعض السلوكيات والتصرفات المسيئة التي يقوم بها البعض تجاه أطفالهم كمناداتهم بألفاظ نابية وجارحة أحياناً.
إن احترام الطفل يبدأ من التعامل معه بلطف واستخدام لغة الحوار بدل التعنيف والنقد والتوبيخ، وكذلك بالتحدث عن نجاحاته بفخر وسعادة أمام الأقرباء والأصدقاء لأن ذلك سيكسبه تقديراً عالياً لذاته، وإحساساً كبيراً بمكانته بالنسبة للآخرين، ولا يهز ثقته بإمكاناته ويسبب له شعوراً بالخجل والانطواء، كما يجب إتاحة الفرصة للطفل لإبداء رأيه وتقديم الاقتراحات في بعض المواضيع التي تخص العائلة وكذلك الاستماع للأحداث التي حصلت معه.
نؤكد أنه من الضروري الحذر من أسلوب الإهانة والتعنيف المستمر من قبل الأهل لأبنائهم، لأن ذلك سوف يفقدهم ثقتهم بأنفسهم، ومن ثم سوف يرمي بهم إلى مهاوي الردى والسوء والانحراف بعيداً عن الأسرة التي لم يجدوا فيها سوى الخوف والنبذ والتعنيف والإهانة.