وزير خارجية النظام التركي مولود تشاويش أوغلو، وفي إنكار جديد للواقع، وتجاهل مطلق لما يمارسه نظامه من عدوان مستمر على الأراضي السورية، واحتلال أجزاء منها، قال إن “نظامه سيقوم بنفسه بقطع التهديد الذي يأتي من الجانب السوري.. وإنه لن يتوانى عن ذلك”، فمتى كان تهديد تركيا، أو أي من دول الجوار يأتي من سورية؟!، وهي التي حافظت على الدوام على أفضل العلاقات مع الدول المجاورة لها، وغيرها من الدول الأخرى التي ترتبط معها بعلاقات تعاون واحترام متبادل.
وهنا يبدو أن تشاويش أوغلو قد تناسى أيضاً بأن بلاده هي من تشكل الخطر الأكبر على دول الجوار، وعلى أمن المنطقة بأسرها، وسورية لم تزل تواجه هذا الخطر حتى اليوم.
كلام تشاويش أوغلو، يعكس قبل كل شيء أطماع نظامه الاحتلالية والتوسعية، وهو مقدمة لذرائع واهية جديدة لشن اعتداءات أخرى على الأراضي السورية، وهذه الذرائع تأتي استكمالاً لأجندات أردوغانية قديمة حديثة يجري العمل عليها على قدم وساق ومنذ سنوات.
فالنظام التركي هو الراعي الأساسي للتنظيمات الإرهابية وضامنها على الطاولة الأممية، وهو رأس الحربة في الحرب الإرهابية التي تقودها الولايات المتحدة ضدّ الشعب السوري، ومسبب رئيسي في محنة السوريين وتهجيرهم عن أراضيهم ومنازلهم، ولم يزل يمارس اللصوصية، ويرتكب أفظع الجرائم، لخدمة المخططات الصهيو-أميركية، وكذلك لتوسيع رقعة احتلاله على الأرض السورية.
النظام التركي يتوهم أن أكاذيبه التي يسوقها بين الفترة والأخرى قد تجديه نفعاً، وتحقق له أوهامه بإنشاء “منطقة آمنة”، لإيواء عناصر تنظيماته الإرهابية وعوائلهم، ولتكون هذه “المنطقة” منطلقاً لشنّ المزيد من الاعتداءات ضدّ السوريين.
يخطئ نظام أردوغان في حساباته من جديد، وكما في كل مرة فإنه أيضاً اليوم لن يحصد إلا الخيبة والإفلاس، وكل تهديداته لن تتعدى عن كونها نطح عثماني لطواحين دونكيشوتية، ويبقى الحسم السوري سيد الموقف، والعبرة في الخواتيم.