ترفع واشنطن صوت الأغاني في مذياعها السياسي، وتجلس على حافة قمة العشرين في أندونيسيا، تتخيل زمن اللقاءات التاريخية مع موسكو ..حتى إذا شطح خيال المتحدثة باسم الخارجية الأميركية نيد برايس عاشت أوهامها بالتصريح عن الدلال الأميركي في عقد الاجتماعات مع روسيا على مستوى وزراء الخارجية، وذهبت بالأحلام على موسيقا القطبية الواحدة أن على موسكو تبرير موقفها ونيتها بعقد اجتماعات ثنائية بين وزير الخارجية الأميركي بلينكن ونظيره الروسي لافروف، وبينما كانت المتحدثة الأميركية تغني بشروطها وكيف ستكون أجواء اللقاء حافلة بالغنج والتمنع الأميركي أيقظتها المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زخاروفا من أمنياتها السياسية بصدمة من عيار أن لا ترتيب روسياً لعقد اجتماع مع أميركا على مستوى الدبلوماسية، ولا حتى على مستوى الأغاني العاطفية.
فالخارجية الروسية وفي ظل التصعيد الأميركي ضد روسيا في أوكرانيا ومحاولات محاصرة الناتو للأراضي الروسية ووضعها ضمن المدى المجدي لأسلحته وترسانته اختارت المواجهة وليس الرد بأناشيد سياسية تستعطف فيها الأميركي، فالنظام العالمي الجديد ينبثق من رحم المكاسرة الكبيرة والمباشرة بين موسكو والغرب في الملف الأوكراني والكثير من الملفات في المنطقة والعالم، وقد تسيل الدموع الأوروبية من أزمة الغاز التي تعيشها بسبب المواجهة مع روسيا في أوكرانيا، وليس من جمال صوت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية وهي تغني فوق الخراب أناشيد الاستكبار الأميركي وعنجهية القطب الواحد
لا تشبه نيد برايس وهي تضع شروطاً للقاء الأميركي مع روسيا في قمة العشرين سوى برتني سبيرز كما قالت ماريا زاخاروفا .. فالمغنية تمثل حال الخارجية الأميركية في كلماتها عن الوحدة القاتلة وطلب الإشارات الإيجابية .. لكن زاخارفا قالت مقطعاً أبلغ من أغاني نيد ونشاز واشنطن بأكمله ..حين أكدت أن سلطة واشنطن تضعف، والجميع يرحل بعيداً عن كذبها.