دأب المسؤولون الأميركيون على القيام بعمليات تسلل غير شرعية إلى داخل الأراضي السورية، في انتهاك صارخ لأحكام ميثاق الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي، وآخرها تمثلت بتسلل وفد أميركي برئاسة السيناتور ليندسي غراهام إلى مناطق في شمال شرق سورية للقاء عملائهم على الأرض، وفق ما أشارت إليه تقارير إعلامية.
الهدف من عملية التسلل وفق المعلومات الواردة، هو لقاء متزعمين في ميليشيا “قسد” العميلة، والتوسط بين تلك الميليشيا والنظام التركي، على خلفية تهديدات نظام أردوغان بشن عدوان عسكري جديد على الأراضي السورية، وهذا يشير إلى أن إدارة بايدن تحضر لسيناريو عدائي جديد في إطار مشروعها التقسيمي المعد لسورية، واستخدام عملائها من “قسد” ووكلائها لدى النظام التركي بالعمل على تنفيذ هذا السيناريو، وفق آلية تتماهى مع الأطماع التركية التوسعية من جهة، ومع أوهام الانفصال الذي تسعى له “قسد”من جهة ثانية، وبالتالي تكريس واقع احتلالي يعرقل جهود الدولة السورية في إعادة بسط سيادتها وسيطرتها على كامل أراضيها.
رغم طبيعة العداء الظاهر بين النظام التركي وميليشا “قسد”، إلا أن ثمة تماهياً مطلقاً بين إرهاب وجرائم الجانبين بحق أهالي المناطق الرازحة تحت سيطرتهما في منطقة الجزيرة، فكلاهما على سبيل المثال يمارس على التوازي سياسة التضييق والحصار على أبناء الحسكة وريفها، عبر لجوئهما لانتهاج أساليب التعطيش والتجويع، بين الفينة والأخرى، وهذا يعزز فرضية التقائهما مع هدف الوساطة الأميركية بالعمل معا على مواصلة تمزيق الجسد السوري بالإرهاب والتقسيم، بما يخدم مصلحة المشروع الصهيو- أميركي في المنطقة.
المبعوث الأميركي السابق المدعو جيمس جيفري، كان قد اعترف مؤخراً بأن هدف قوات الاحتلالين الأميركي والتركي، ليس محاربة “داعش” وإنما منع الدولة السورية من إعادة بسط سيطرتها على كامل أراضيها، وبأن الكيان الصهيوني يفعل الشيء ذاته، وكذلك فإن الارتباط العضوي بين ميليشيا “قسد” والمشروع الصهيو-أميركي، يثبت مجدداً أن الإدارة الأميركية ماضية في الاستثمار بجرائم نظام أردوغان ، وفي نزعة “قسد” الانفصالية، لاستكمال مشروعها الإرهابي في سورية، وتثبيت احتلالها لأجزاء من الأرض السورية في إطار إستراتيجيتها التوسعية في المنطقة، ولكنها في النهاية ستصطدم بواقع جديد يحتم عليها الانسحاب، ويحتم على وكلائها وعملائها الاندحار.