لا تحتاج العنصرية الأميركية إلى 60 رصاصة لإيقاظها مجدداً، فهي المتيقظة دوماً على جثث الشعوب، وحطام الحريات والديمقراطيات التي استباحت الولايات المتحدة بذريعتها كل القيم والأعراف والحدود.
فالمظاهرات التي عمت مدينة أوهايو ومعظم الولايات الأميركية على إثر الجريمة العنصرية الجديدة التي ارتكبتها الشرطة الأميركية، عندما قتلت بـ 60 رصاصة مواطناً أميركياً من ذوي البشرة السوداء!؟، تدفع مجدداً إلى سطح المشهد العنصرية الأميركية التي لم تعد فاضحة ومعلنة فحسب، بل باتت ملازمة للسلوك والسياسات والاستراتيجيات الأميركية، سواء أكان ذلك بالداخل الأميركي، أو في كل مكان تحل فيه ( الديمقراطية الأميركية المزعومة)!!.
أميركا التي تمارس الإرهاب بكل وسائله وأشكاله، قد باتت الدولة الأخطر على العالم، ولاسيما أن قراراتها وسياساتها محكومة بطموحاتها وأطماعها الاستعمارية والاحتلالية التي ولدت معها، والتي تدفعها إلى نشر الموت والخراب والدمار وإثارة النزاعات والفوضى والحروب.
الولايات المتحدة اليوم تغفو على كوابيس الهزائم والإخفاقات، وتصحو على كوابيس الزوال والأفول، بعد أن أيقنت أنها كإمبراطورية كانت حتى وقت قريب تهيمن على مفاتيح القرار العالمي، باتت في مهب الريح، في ضوء التحولات الجارفة التي ضربت المشهد الدولي بشكل عام، والتي أصابت ركائز غطرستها وغرورها وقوتها في مقتل.
الزمن الأميركي قد ولى إلى غير رجعة، وهذا ليس من باب التكهن و الاستطراد، أو الاستغراق في التوقعات، بل من باب الواقعية السياسية التي تفرضها الحقائق والتطورات على الأرض، والتي نقلت العالم إلى مخاضات مرحلة جديدة، تسودها العدالة والتعددية والقانون والقيم الإنسانية.