للعيد لأي عيد طقوسه الخاصة به فما بالكم إذا كان العيد هو عيد الأضحى المبارك الذي أتانا أمس، كما الأعوام العشرة الماضية، من دون طقوس كما كانت قبل سنوات من اعتكاف الأسر على صناعة الحلوى بمختلف أنواعها، لأن الحلوى التي تصنع من أيدي الأمهات والزوجات تختلف في طعمها ومذاقها عن تلك التي نشتريها من بائعي الحلوى ، وحتى تلك التي نشرتيها باتت في غير حساباتنا نتيجة الظروف المعاشية والحياتية القاسية التي نعيشها، طقوس العيد هذه الأيام تختلف عن أيام زمان فظروف الأزمة التي نعيشها فرضت طقوساً من نوع آخر ، طقوساً نستذكر من خلالها شهداء الوطن الذين ضحوا بدمائهم لتبقى سوريتنا قوية عزيزة الجانب كما كان يهابها الأصدقاء والأعداء.
ففي هذا العيد نرى أهلنا بكل مكوناتهم يقدمون أجمل الصور الإنسانية والأخلاقية التي تتجلى في أبهى معانيها من التواد والتواصل والتراحم بمباركة المعايدين لأهالي الشهداء والأهل والأقارب والأصدقاء ، كما تتجلى محبة الناس العيش بالأمن والأمان لبلدنا الغالي في أيام العيد من خلال إدخال الفرحة إلى قلوب الأطفال ولعبهم في الأراجيح في الحدائق وشعورهم بأنه كلما ارتفعت هذه الأراجيح أكثر يزداد ألقهم وفرحتهم وابتساماتهم ويتعالى صدى أصواتهم التي تبعث في النفوس الأمل والطمأنينة وهم يستبشرون بمستقبل آمن وواعد ، هذا المستقبل الذي يصنعه أبطال جيشنا البطل الذي يصنع لنا كل يوم الانتصار تلة الانتصار .
وفي الوقت ذاته في العيد نستذكر الأسس التي من خلالها كيف نواجه جشع تجار الأزمات المفترسين الذين يصادرون سعادتنا في تأمين احتياجاتنا من الطعام واللباس ومعاناتنا من مطرقة ارتفاع الأسعار وسندان غياب الرقابة وحماية المستهلك . لكننا وأمام كل التحديات التي نعيشها فإن لهذا العيد عندنا طعم آخر نحيي مناسبته على طريقتنا الخاصة منذ بداية الحرب الكونية الإرهابية ، مؤكدين بكل ثقة واقتدار أن تحقيق النصر القريب هو عيدنا وأننا على الدوام على قدر المسؤولية وتأدية الواجب في سبيل عزة الوطن .
إننا وبمناسبة عيد الأضحى المبارك نبارك ونهنئ كل النساء السوريات اللواتي أنجبن الشهداء وزغردن لاستشهادهم في سبيل الوطن وأنجبن أبطال جيشنا البطل بمختلف أفراده ورتبهم هؤلاء الأبطال الذين أسقطوا تحت أقدامهم كل محاولات الباغين والمعتدين والتكفيريين ليبقى الوطن عزيزاً شامخاً . . هكذا هو العيد .