انتهت عطلة عيد الأضحى المبارك الطويلة والثقيلة ربما على العديد من الأسر لعدم تمكنها من ممارسة أبسط طقوس العيد المعتادة على سنوات فالجيوب الفارغة فرضت حضورها بقوة وأفقدت الكثير من العائلات بهجة العيد مع أطفالهم.
وبالطرف المقابل وكما جرت العادة دوماً كان العيد فرصة كبيرة للبعض لاستغلال حاجة الناس والعنوان الأبرز للفترة التي سبقت أيام العطلة وخلالها زيادة انتعاش السوق السوداء وفي غالبية المواد التي تندرج في بورصة هذه السوق بدءاً من المواد الغذائية الاستهلاكية والملابس وصولاً للمحروقات التي ارتفع مزاد سعرها بشكل جنوني واستغلالي للناس وليس انتهاء بحجز مقعد سفر في أحد بولمانات النقل وحتى (الهوب هوب) دخل على خط الحجز بالواسطة والسعر المضاعف لذلك حرم الكثيرون من فرصة زيارة قراهم ولقاء أحبتهم.
مشاهد باتت تترافق للأسف مع كل عطلة فتفرغها من هدفها بالراحة والاسترخاء من عناء منغصات الحياة اليومية وتؤكد أن دور وتدخل الجهات المعنية بمثل هذه الحالات تقتصر على إعلان العطلة والكليشة الملازمة لها بتشديد الرقابة على الأسواق وتأمين مستلزمات الناس التي تبقى حبراً على ورق دون عمل جدي ومؤثر على الأرض.
ورغم تلك المشاهد التي تناقلتها عدد من وسائل الإعلام المحلية عن مظاهر العيد السعيدة التي يعيشها البعض والكلام عن انشغال غرف الفنادق والمنتجعات السياحة بالكامل خلال عطلة العيد رغم الأسعار الفلكية لليلة الواحد إلا أن توسيع لقطات الكاميرا سيظهر حالات غير سارة لمسه كل من تسول له زيارة قريته من غياب أبسط مقومات الحياة فيها كالمياه والكهرباء ناهيك عن الإحباط الذي عاشته بعض العائلات في تلك القرى وأغلبهم كبار السن جراء عدم تمكن أولادهم من زيارتهم.
النقاط السوداء الكثيرة التي غطت دائرة المشاهدات تلك تظهر فيها بقايا مساحة بيضاء عنوانها الرئيس التفاؤل الذي لا يزال يغلف نظرة الكثيرين بأن قادم الأيام قد يحمل ما يفرج الهم ويخفف من تعب ولكن ليس مع نماذج قائمة لبعض المعنيين الذين يصرون على العمل بنهج نمطي غير فاعل ومسؤول مع أزمات اقتصادية ومعيشية مستمرة.
التالي