بين عقرب الثواني وصفحات التقويم تمضي الأيام بسرعة، تحت وطأة معاناة حياتية قاسية، وضغوط معيشية قاهرة نتيجة تداعيات حرب إرهابية وحصار اقتصادي جائر ، التزامات متعددة ومهام كثيرة تستغرق معظم طاقتنا، ونستثمر وقتنا في كم هائل من الأعمال التي لا تنتهي لمواجهة أمورنا المعيشية المتأزمة، والمسؤولية الكبيرة تقع على عاتق رب الأسرة الذي يلتقي زوجته وأولاده في أيام العطل والأعياد (على أحسن الأحوال ) لأنه في بقية الأيام يسعى بكل جهده وراء قوت أسرته، يخرج من بيته قبل أن يستيقظ أطفاله ويعود إليه بعد أن يناموا ليقتصر في سلوكه المنزلي على الثلاثي الرتيب (عمل ،أكل ،نوم ).
تستمر الحياة من عمل لآخر فما نكاد ننجز عملاً حتى تلوح لنا في الأفق دوامة أخرى، وطاحونة دائرة ولا وقت لدينا للراحة، للعناية بأنفسنا ولتخليصها من الهموم المتراكمة ولاستعادة نشاطنا وحيويتنا وربما يرى بعضنا أن في هذا هدر للوقت.
يطل العيد ، فرصة لكسر روتين أيامنا، يمنحنا عنوة قسطاً من الراحة،هو محطة فرح بلقاء من نحبهم ويحبوننا، أيام معدودة مفعمة بالود و التسامح لتمتين حبل الود بيننا وبين أقرب الناس إلينا ..حالة فرح تعيشها الأسرة السورية تستحق أن تحياها ومازالت تتمتع بصمود أسطوري أدهش العالم.
شكراً للأعياد، تسعفنا من الحاضر المزدحم بالهموم، المثقل بالواجبات المهنية والأسرية،تأخذنا إلى عالم آخر ..إلى قبور الأجداد وأحضان الآباء.. وفرح الطفولة بجديد الثياب وعيدية إلزامية .. إلى ذكريات الماضي، تزودنا بالدفء العائلي والأمل والتفاؤل، وتمدنا بنسغ الحياة والحيوية لمتابعة مشوار الصمود.
شكراً لحراس الوطن، أبطال جيشنا العربي السوري، شكراً لحراس البيئة (عمال النظافة )،شكراً للجيش الأبيض (الكادر الطبي) شكراً للزملاء الإعلاميين، شكراً لرجال الإطفاء والمرور ، شكراً لحراس العيد.
لكل من لم يغادر عمله في العيد ليحلق الآخر في فضاء السعادة ويتمتع بعطلة عيد سعيد، ينعاد على الجميع بالصحة والعافية.
رويدة سليمان
السابق