حملت الزيارة الأخيرة للرئيس بشار الأسد إلى محافظة حلب مجموعة من الرسائل للعالم أجمع وللسوريين عموماً ولأهالي حلب على وجه الخصوص مفادها أن هذه المحافظة العريقة هي جزء لا يتجزأ من الدولة السورية وهي في محط اهتمام السوريين جميعاً وعلى رأسهم الرئيس الأسد.
الرسائل التي نحن بصددها سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية وأمنية بالدرجة الأولى والمقصود هنا أن الدولة السورية قد بسطت الأمن والأمان في المحافظة التي عانت الأمرين من الإرهاب والتدخل الدولي السافر وهي تحمل رسائل اقتصادية وخدمية تحدث عنها السيد الرئيس في الأنشطة المختلفة التي تضمنتها الزيارة وعلى رأسها مشاركة أهالي حلب صلاة عيد الأضحى المبارك … الرئيس بشار الأسد الذي كان موجوداً في محطة حلب الحرارية بين الخبراء والعمال والفنيين ليشهد معهم إطلاق عمل المجموعة الخامسة من المحطة بعد إعادة تأهيلها والتي ستولد ٢٠٠ ميغا واط لتغذية محافظة حلب بالطاقة الكهربائية.
كما اطلع سيادته على أعمال إعادة التأهيل الجارية في بقية مجموعات التوليد الأربع والتي ستوضع في الخدمة أيضاً بعد انتهاء أعمال الإصلاح والتعمير.
كما شارك الرئيس الأسد، العمال والفنيين بمحطة ضخ المياه في تل حاصل بريف حلب، انطلاق عمليات الضخ الفعلية والدائمة للمياه إلى منطقة السقوط الشلالي في حندرات لتغذي بذلك نهر قويق ويبدأ معها سريان المياه في النهر وعبورها بين أحياء وشوارع مدينة حلب. هذه المياه ستروي بعد خروجها من مدينة حلب حوالي 8500 هكتار من الأراضي الزراعية في سهول حلب الجنوبية.
الرئيس الأسد أكد على أهمية إعادة تأهيل كامل محركات المحطة باعتبارها جزءاً هاماً من منظومة الري في سهول حلب الزراعية، وشدد على الإسراع في إعادة تأهيل المحركين المتبقيين ضمن المحطة لري مساحات أوسع من الأراضي الزراعية، مع الاستمرار بتزويد المعامل والورشات في المدينة الصناعية بالشيخ نجار بالكميات الكافية من المياه.
كما ذكرت الرسائل لم تقف عند هذا الحد فالزيارة شهدت جولة على الجامع الأموي في حلب الذي يشهد ورشة مستمرة لإعادة إعماره بميزانية مفتوحة تستخدم فيها الأحجار الأثرية والتاريخية التي كانت موجودة سابقاً مما يحمل رسالة مفادها التمسك بالبعد الحضاري والتاريخي لمدينة حلب…
حلب بعد زيارة الرئيس الأسد ستكون غير حلب ماقبل الزيارة التي سترسخ نتائج التحرير وإعادة الإعمار وستدفعها إلى الأمام وستنعكس على أهالي حلب الصامدين خدمياً واقتصادياً وثقافياً لتعود حلب إلى مكانتها التاريخية عاصمة للاقتصاد والصناعة والحضارة.
