حلب كلّ المدن… فرح العيد عيدان بلقاء سيّد الوطن وعناق يزرع النجوم ويكتمل القمر في ضحكة أهل حلب، ضوء يسطع من جديد لينير حروف الأبجدية بترميم الجامع الأموي في حلب والأسواق التراثية العريقة لطريق الحرير لتجدّد عبق التاريخ وتنفض غبار الحرب والإرهاب…
” حلب في العيون..” كما قال السيّد الرئيس بشار الأسد، ويبقى الناس يركضون خلف ضروريات الحياة لكنّ نبض حلب يبقى يلفت الجميع ويكتب أهلها بحروف من دمّ ومقاومة الانتصار ويعمّرون الدار ويشيّدون الجدار ولا أوثق من حيطان بنيانها وقلعتها ولا أقوى من عزيمة سكانها…
وكما الأرض تدور حول مدارها المحوري والشمس بفعل الجاذبية كذلك حلب تدور حول محورها السوري السوري بانتماء وطني لم تستطع جماعات إرهاب العالم تقييدها أو ربطها بسلاسل وقيود، بقيت حلب نقطة التقاء الحبّ والشّعر والسّيف الحمداني والحريّة والقدود الحلبية تحفظ الإيقاع التاريخي والحضاري وتستأنس بعصور التاريخ التي خلّدت حلب…
قطار العيد هذا العام يعبّد طرقات الشّوق إلى حلب ويفتح بواباتها بعد أن ضيّقت الحرب الدروب ويعيدها إلى مرابعها الفسيحة كفسحة الوطن الذي يبقى آمناً نظيفاً بانتماء أبنائه وصدق محبتهم وأملهم وعملهم لبقاء ألق حلب درّة الشرق…
قِطاف ثمار الصمود على صوت المآذن وأجراس الكنائس ورائحة صابون الغار وموائد الزعتر وبياض النسيج يطرّز شفيف الرّوح بألوان المدى وإيقاع حركة الحياة التي تستمدّ جمالها من حلب.. وإلى حلب.