التبعية العمياء من قبل دول الاتحاد الأوروبي للسياسة الأميركية الرعناء التي تمارس الإرهاب الدولي الموصوف بحق شعوب العالم منذ نشأتها الإرهابية من أجل الحفاظ على تفوقها وأحادية قطبها ولو أدت تلك السياسة إلى فناء العنصر البشري هي تبعية جاهلة.
فخيارات أوروبا الفاشلة اوصلتها إلى مأزق خطير بسبب رعونة سياساتها الداخلية و الخارجية. وهذا ما تشهده حاليا بسبب الركوع للسياسة الأميركية و انحيازها الأعمى للولايات المتحدة في الأزمة الأوكرانية الأمر الذي حدا بالرئيس بوتين إلى اتخاذه خطوات استباقية رداً على هذه السياسة الموتورة.
الدول الأوروبية بتبعيتها العمياء لأميركا فعلت بنفسها كما فعلت “الشاة” التي تذهب الى المسلخ دون أن تدرك النتيجة.
اليوم نرى نتائج هذه السياسة على الأرض من انهيار للعملة الأوروبية وأزمة الوقود والغاز بسبب الحصار الذي تمارسه روسيا رداً على الحصار الذي فرضته أميركا الإرهابية و أيدتها أوروبا بطريقة جاهلة.
حرب الغاز الروسي أعلنه الرئيس بوتين بقطع إمدادات الغاز إلى ألمانيا عبر إغلاق أنابيب نورد ستريم 1 لمدة عشرة أيام بعد أن أغلق خط “نورد ستريم 2”.. الأمر الذي جعل الساسة الأوروبيين في حالة عجز مع خوف بإغلاق هذا الخط بشكل دائم و هذا في حال حصل سيؤدي إلى كارثة حقيقية ستصيب “العجوز” الأوروبية خاصة بعد الفشل بإيجاد البدائل.
هذا الخط الذي يبلغ طوله 1200 كم تحت بحر البلطيق و يؤمن 40% من حاجة أوروبا من الغاز
الأمر الذي جعل أوروبا ترتعد برداً حتى قبل قدوم فصل الشتاء.
هم من بدأ بسياسة الحصار ولعبوا بالنار مع الدب الروسي المتماسك والذي يمارس سياسة عض الأصابع بكل ثقة.
انهيار الاقتصاد الأوروبي وعملته في بداياته إلا أن الوضع مرشح للتصاعد أكثر اذا ما استمرت أوروبا بسياستها الحمقاء التابعة للولايات المتحدة الأميركية العدو الأول البشرية.
من يعود إلى الوراء ليحلل أسباب الحرب الإرهابية التي فرضت على سورية يصل إلى أن رفض سورية مد خط الغاز القطري عبر أراضيها ليكون بديلاً للغاز الروسي هو من أهم أسباب تلك الحرب القذرة.
فالمخطط كان ابعد من سورية وأقرب إلى الحدود الروسية والصينية و هذا ما كشفت عنه الأزمة الأوكرانية و صوابية القرار السوري برفض مد خط الغاز القطري..
من هنا نرى صدق التعامل وكيف تقوم روسيا برد الجميل لسورية بتحالفها المعلن معها ضد الإرهاب الأمريكي الصهيوني و أذنابهم بالمنطقة.
السياسة الذكية هي من تقوم على حسن اختيار الحلفاء وهذا ما اتبعته سورية وروسيا ومعهما الصين و ايران و دول البريكس.
بعض الدول الخليجية قرأت المشهد جيداً و رفضت السير بركب السياسة الأميركية ضد روسيا.
الأمر الذي جعل الرئيس الأميركي من خلال جولته الحالية في المنطقة يستجدي ملوك النفط لإنقاذه من ورطة ربما تطيح به قريباً كما أطاحت من قبله برئيس وزراء بريطانيا.. والحبل على الجرار لكل من يتجرأ بالتآمر أو المشاركة مع أميركا بإرهابها العالمي الموصوف.
السابق
التالي