لم تكن كرة السلة إلا واحدة من ألعابنا، وليس بوسعها أن تخرج عن المألوف، أو تشق الطوق الذي ترسف فيه رياضتنا، لمجرد أن نأتي لها باتحاد جديد، وشخصيات من نجومها اللامعين، ونمنحهم صلاحيات واسعة وهامشاً كبيراً للتحرك فيه، مع إمكانات مالية كبيرة، وميزانيات مفتوحة وشيكاً على بياض!!
كما أن هذه الرياضة الأنيقة، لم يكن ليكفيها التعاقد مع مدرب إسباني ذي خبرة وشهرة كبيرتين، أو لاعبين مجنسين للمنتخب الأول، مع صيانة وإعادة تأهيل صالاتها وتحويلها إلى مايشبه التحفة المعمارية!! وعلى أهمية كل ماسبق، فإن اختزال مشكلاتنا السلوية في هذه المقومات، يحمل في طياته الكثير من التقزيم، وربما الاستسهال وشيء من السطحية، وبدا ذلك واضحاً وجلياً من خلال نتائج منتخب الرجال، سواء في تصفيات كأس العالم، أو في نهائيات كأس آسيا!! وليت الأمر توقف عند حدود النتائج الرقمية!! لكنه تعدى ذلك إلى الخلاص إلى نتيجة، أننا نمارس مايشبه كرة السلة فحسب، بينما الآخرون، ممن كانوا في سوية منتخبنا إلى وقت قريب، باتوا في طابق آخر، مختلف شكلاً ومضموناً عن سلتنا التي بقيت في دوامة البحث عن هويتها الضائعة، منذ عقود!!
مازلنا مدمنين على التطبيل والتهويل، ونجيد التغني بفوز خلبي حققه منتخبنا على إيران، بطلة آسيا، في مباراة من تصفيات كأس العالم الحالية، وقد أوهمنا أنفسنا أننا نسير في الطريق الصحيح، وأن استعادة مكانة سلتنا عربياً وقارياً مسألة وقت لا أكثر؟!!
لن نمكث على الأطلال، ولن نجلد أنفسنا، بيد أننا لا بد لنا من إعادة النظر في تقييم اشكاليتنا السلوية، والاقتناع أن بداية العمل على تصحيح المسار يجب أن تكون من نقطة القواعد والفئات العمرية الصغيرة، وليس من المنتخب الأول!! ومن الأندية والمسابقات قبل السماح باستقدام أكفأ المدربين وألمع النجوم.
المسألة ليست معقدة، والمعادلة ليست مستحيلة الحل، وبإمكاننا إيجاد حلول ناجعة لما استعصى علينا.. سنحتاج لوقت طويل وصبر وإستراتيجيات علمية منهجية وعملية يمكن تطبيقها.