الثورة_طرطوس_فادية مجد:
أن يصل الأمر بأبناء محافظة طرطوس بطلب الاستغاثة بأعضاء مجلس الشعب والإعلام ولمختلف الجهات لوضع حد لمعاناتهم جراء القطع الجائر والتقنين الطويل للتيار الكهربائي.. لم يكن ليحدث إلا بعد أن طال الصبر ونفد لمعاناة استفحلت وبلغت حداً لا يمكن السكوت عنه.
وبالرغم من كل الكتابات الصحفية ومطالبات الأهالي منذ سنوات بقيت المعاناة مع التقنين الكهربائي الجائر والذي وصل خلال الأشهر الأخيرة ولايزال في أغلب المناطق أكثر من خمس ساعات ونصف، والذي بدوره انعكس بأزمة أخرى وهي انقطاع مياه الشرب ومعاناة من العطش وتقنينها الطويل الذي تشكو منه أغلب مناطق وقرى المحافظة منذ سنوات وذلك بسبب التقنين الطويل للكهرباء، على الرغم من مواسم الأمطار التي تهطل، ومشاريع مياه الشرب التي أقيمت.
فهل يعقل أن تأتي المياه كل ١٤ يوما لساعات قليلة وفي أغلب الأحيان نصف ساعة كما ذكر لنا أهالي قرى كثيرة في ريف صافيتا والشيخ بدر على سبيل المثال؟!
حياة الناس توقفت فلا ماء يشربون، ولا ينظفون، ويبست أشجارهم ومزروعاتهم وو… الأمر الذي يضطرهم لشراء صهاريج مياه بمبالغ باهظة لا تكفيهم لأيام معدودة، وخاصة في فصل الصيف الحار وما يتطلبه من استخدام للمياه.
الإجابات باتت معروفة لدى الجميع وهي أن التقنين الطويل للكهرباء هو السبب، إضافة لقلة المازوت لتشغيل مضخات المياه؟!
بعد مناشدات من أبناء المحافظة عمت صفحات التواصل الاجتماعي والتي بلغت أوجها خلال الأيام الماضية نسمع أخباراً بأن حصة المحافظة من الكهرباء ستصبح ١٤٠ ميغا، وبالتالي زيادة في أوقات التغذية الكهربائية لتصل إلى ساعة ونصف مقابل أربع ساعات ونصف قطع، ولكن هذا الواقع كما نقل لنا عدد من سكان مدينة طرطوس كان لأيام قليلة، ما لبث أن عاد لساعة وصل يتخللها انقطاعات مقابل خمس ساعات قطع، فيما ظلت معاناة بقية المناطق والقرى في المحافظة قائمة مع الكهرباء وبالتالي استمرار معاناتهم مع أزمة المياه.
“الثورة” تواصلت مع مدير الشركة العامة للكهرباء المهندس عبد الحميد منصور لنقل معاناة أبناء المحافظة، والذي وضعنا بحقيقة ما يجري، قائلاً: إن كمية الكهرباء المخصصة لمحافظة طرطوس ليست ثابتة، وتعود حسب كمية التوليد المعطاة من مركز التنسيق الرئيسي في دمشق، والعملية مؤتمتة، مشيراً إلى أن مركز التنسيق الرئيسي أو المركزي ينحصر عمله بحمولات محطات التوليد التي تولد الكهرباء على الشبكة، ويقوم بتوزيع تلك الأحمال على جميع المحافظات، حيث لكل محافظة حصة، مبيناً أن حصة محافظة طرطوس متغيرة وليست ثابتة وهي بين ١٠٠ و١٤٠ ميغا خلال الفترة الماضية.
وأكد المهندس منصور أنه تتم زيادة الوصل الكهربائي تبعاً لتلك الحصة المعطاة للمحافظة، فإن كانت تسمح بالعمل والتغذية ساعة ونصف يكون ذلك، وإن كانت لا تسمح إلا بساعة وصل وخمس ساعات قطع يتم العمل بذلك.
وعن التساؤلات بأن هناك فروقات بين أرياف المحافظة والمدينة من ناحية منحها ساعة ونصف أوضح بأن لا فرق بين الريف والمدينة، ويتم الحرص على عدالة التقنين ما أمكن بين جميع المناطق والقرى، فمثلاً منطقة تم وصل ساعة ونصف لها في فترة معينة ومنطقة أخرى جاءت الكهرباء فيها خلال تلك الفترة ساعة، يتم التعويض في الفترة القادمة لنصل الكهرباء للمنطقة الأخيرة ساعة ونصف والتعويض لها، وهكذا تجري العملية وحسب الكميات المخصصة، بحيث لا نتوانى عن وصل التيار الكهربائي أطول وقت إن كانت المخصصات تسمح بذلك.