مفاضلة للمسؤولين

لم يكد يُقلع معمل سكر سلحب ويبدأ بالإنتاج حتى رفع فلاحو الغاب الصوت من أن مُصيبة كبيرة لحقت بهم وبأراضيهم الزراعية ، فمعظم فلاحي سهل الغاب يسقون أراضيهم الزراعية من مجرى نهر العاصي ولكن هذا المجرى أصبح ملوثا اليوم ببقايا مياه معمل سكر سلحب وعليه فإن المزروعات مهددة والخضار ملوثة عدا عن الرائحة الخانقة المنبعثة لعدة كيلومترات .
المصيبة لم تتوقف عند هذا الحد على حد تعبير المزارعين ، فالمحصول خاسر ، ومنهم من اضطر لبيع قسم منه علفا لبعض مربي الثروة الحيوانية لتغطية الخسائر .
إذا كان تشغيل معمل سكر سلحب ألحق ضررا كبيرا بالمزارعين وسكان المنطقة فالتكاليف الاقتصادية لتشغيل المعمل قد تبدو خسائرها أكبر لو حسبنا كلفة صيانة وتشغيل المعمل ، وكلفة إنتاج كيلو السكر ،وكميات المياه التي يستهلكها الموسم ، والسؤال إذا كان المعمل سيتسبب بكل هذه الخسائر، المائية، البيئية، الاقتصادية وبالتالي لن يكون له أثر اجتماعي ملموس فما الحكمة من إعادة تشغيله ؟
السيد الرئيس قال علينا ألا نعود إلى ما كنا عليه قبل الأزمة، بل يجب أن نذهب إلى حيث يجب أن نكون ، وهنا يجب أن نسأل المعنيين الذين يعملون كل واحد بمفرده ، ألم يفكر أحد بمفاضلة زراعة محصول آخر بدل الشوندر وليكن القمح ؟ ألم يفكر أحد بإجراء حساب بسيط بين جدوى زراعة القمح و الشوندر ؟ وما يمكن أن ننتج من القمح الذي نحتاجه وقيمة الكميات التي يُمكن أن ننتجها منه وكلفة استيرادها وبالمقابل كمية السكر التي ننتجها وكلفة استيراده ، عدا الوفر بالمياه والتلوث وكلفة تشغيل المعمل وصيانته ؟
أيضآ هناك أمر آخر مماثل ،فمنذ أيام تم إعادة إطلاق المياه في نهر قويق وهو لا شك مشروع حيوي لإرواء ٨٥٠٠ هكتار في سهول حلب الجنوبية بعد توقف لسنوات طويلة بسبب الإرهاب الذي دمر ونهب كل شيء ولكن ألم تفكر الجهات المعنية بإيجاد حل لمشكلة التلوث في منطقة “الشيخ سعيد ” ولا سيما الدباغات التي تلوث المياه التي تم ضخها في نهر قويق و التي ستذهب لسهول حلب الجنوبية ؟
المشكلة لدينا في التفكير الفردي وعدم مفاضلة النتائج الاقتصادية والبيئية والاجتماعية والعمل المنفرد وهذا يجعلنا ندفع ثمنا باهظا ويجعلنا نخرب مواردنا ، إعادة الإنتاج والإعمار يجب أن تكون بمعايير واقعنا الحالي وليس بتاريخنا الذي كانت الوفرة فيه تغطي على كثير من الخطأ والعيوب ، ولكن اليوم مع تغير كل شيء يجب أن نفكر ببناء المستقبل لا بإعادة مراحل زمنية سابقة حتى نحقق المعني الحرفي لعبارة ” إعادة إعمار ما خربه الإرهاب ” .

آخر الأخبار
السيليكون مورد استراتيجي لاقتصاد المعرفة الحديثة الشيخ عماد لـ " الثورة ": نبذ العنف وترسيخ مبادئ السلام الاجتماعي والأسري سوريا نموذجاً للعيش بين الأديان الشيخ مرعي لـ"الثورة": التسامح ليس ضعفاً والمحبة أقوى من الكراهية هل يبدأ تعافي الاقتصاد السوري فعلياً؟ ديروان لـ "الثورة": تمكين المستثمرين لتحويل مبالغ مالية ضخمة الخبير حيدر لـ"الثورة": سوريا أمام انتعاش مصرفي- استثماري الفرملي: تنسيق مع منظمتي "بلا حدود" و "حماية المدنيين" لتقديم منحة لدعم التأمين الرقمي  أهالٍ من القنيطرة يحتفلون برفع العقوبات عن سوريا احتفالات  في حمص برفع العقوبات رئيس اتحاد غرف التجارة السورية : رفع العقوبات سيسهم في عودة الاقتصاديين إلى وطنهم وتدفق الاستثمارات رئيس غرفة صناعة دمشق لـ"الثورة": رفع العقوبات هو التحرير الثاني لسوريا خبير اقتصادي  لـ"الثورة": رفع العقوبات يفتح باب الاستثمار ويحسّن مستوى الدخل الاقتصاد السوري بعد 13 أيار ليس كما قبله...  خربوطلي لـ"الثورة": فرص الاستثمار باتت أكثر من واعدة ماذا بعد رفع العقوبات..؟ الدكتور عربش لـ"الثورة": فتح نوافذ إيجابية جداً على الاقتصاد نائب وزير الطوارئ لـ "الثورة":  حرائق الغابات التهمت 150 هكتاراً جامعة دمشق تناقش أهمية إدخال تقنيات  الذكاء الاصطناعي في عملية صنع القرار لتقديم أفضل مرور إنترنت في سوريا  الاتصالات تطلق مشروع "سيلك لينك" احتفالات كبيرة في طرطوس برفع العقوبات.. وإعادة التعافي للقطاعات  الشيباني: قرار ترامب برفع العقوبات نقطة تحول محورية للشعب السوري الأمم المتحدة ترحب بقرار ترامب رفع العقوبات على سوريا