دائماً الأشخاص الذين يجمعون بين المهارات القوية والأخلاق الرفيعة، هم الأكثر تميزاً وفعالية في المجتمع والعمل وأي مكان يوجدون فيه، فالمهارة هي القدرة على أداء أي مهمة مهما بلغت صعوبتها، وتأتي بالتجريب والتدريب والممارسة، وتكتمل بالأخلاق من مبدأ الرغبة في الإتقان، وتلك الرغبة لا تتولد إلا بوجود الأخلاق، والتي تتشكل بتوافر مجموعة من القيم والمبادئ الحاكمة للسلوك البشري.
فالأخلاق والمهارة يكملان بعضهما لبلوغ الهدف والنجاح، فالأولى تمثل الأساس الذي تُبنى عليه الأفعال الصحيحة، والثانية تقوم ليس على حب التعلم وحسب، بل نقله للآخرين، كنوع من تبادل المعرفة.
فالأخلاق، غالباً ما تشير إلى صفة فطرية أو مكتسبة بعمق، نتيجة التربية المنزلية الصحيحة وتلقين الآداب العامة، لأن ما يهم مريدوها والمتطبعون بها النتيجة والاندفاع النبيل من وراء الفعل، ويكون الأداء المميز مرتبطاً بشكل وثيق بقيم أخلاقية أصيلة، فيما المهارة تتعلق بالـ “كيف” وطريقة الأداء، والقدرة على الإتقان بكفاءة، وتمنح الفرد ميزة تنافسية تؤهله للانتقال إلى مهمة أكبر، تساعده على النجاح وتحقيق الأهداف مهما واجه من عراقيل.
إذاً فالأخلاق قيم ومبادئ، ومعايير توجه السلوك الصحيح والمناسب في المجتمع، وتكتسب بالتنشئة الاجتماعية والقيم الثقافية كالنزاهة والصدق والعدل واحترام الآخرين، وبهذا تشكل أساساً للسلوك القوي، وتؤدي إلى خلق بيئة عمل إيجابية وموثوقة، وهنا تتقاطع مع مهارة الأداء النابع من القيم الأخلاقية، فالقادة الذين يجسدون المبادئ الأخلاقية يبنون علاقاتهم بالثقة والنزاهة، ويعززون النجاح على المدى الطويل، ويجمعون بين المهارات القوية والأخلاق الرفيعة.