الثورة-فاتن أحمد دعبول:
تابع اجتماع مجلس الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب فعالياته في مكتبة الأسد الوطنية” قاعة المحاضرات”، واحتفت جلسته الثانية بالشعراء العرب في مهرجان الشعر العربي، بعد الافتتاح الذي اتسم بحضور لافت للوفود العربية ورؤساء اتحادات الكتاب، وللحضور الرسمي.. فقد حضر الافتتاح د. مهدي دخل الله عضو القيادة المركزية لحزب البعث العربي الاشتراكي، ود.بثينة شعبان المستشارة الخاصة في رئاسة الجمهورية، والأديبة كوليت خوري، وعدد كبير من الأدباء والمهتمين بالشأن الثقافي.
وترأس المهرجان الأديب والشاعر د. نزار بريك هنيدي الذي بين أهمية هذا المهرجان الشعري في أنه يدلل أن دمشق عادت لتستأنف دورها التاريخي الريادي، وتواصل مسيرتها التي ما فتئت تقوم بها، ولطالما توافد إليها الشعراء إلى مهرجاناتها من أصقاع الوطن العربي ومنهم” الجواهري، الزهاوي، أحمد رامي، سعيد عقل، وجوزيف حرب وغيرهم.
وطالب بدوره العمل على إعادة ألق هذه المهرجانات وتأسيس مهرجان عربي دولي، يعقد جلساته بشكل دوري، مع العناية بتسهيل وتيسير تنقل الشعراء بين البلدان العربية.
وبدأ المهرجان الشعري من مصر مع د. علاء عبد الهادي، الأمين العام ومن قصيدته نقتطف:
عيون تشيك أحزانها في الكلام، فإيه قريني الذي لم يعد
بماذا تفيد التلاوين إن لم نحس الفرح، أو تكتشف عورة الأرخبيل
فذرني أهيىء جسومي، تلك التي تنتهي فوق هذا البياض
ألا تعذري الفضل فينا، فإني انتفضت بنخلي، وإني اجتباني الحريق
ومن العراق قدم الشاعر ناوات حسن أمين قصيدة بعنوان” جواب لسؤال” يقول:
أتدري لماذا؟ يغيظون من شعري، لأن شعري ليست ستارا لقاماتهم، ولا نشيدا يمجد حماقاتهم
لأن شعري، لم ولن يضرع يوما بملابسهم الملونة، ولا بوجوههم المقنعة
لاني أنشدت الشعر لطفل يقضي معظم نهاره ملهوفا في البحث وراء قطعة رغيف
وفي الليل يضمد رأسه لينام على رصيف، وهم ينامون في قصور منيعة، ببطون متخمة بالحبوب والعلف.
ومن فلسطين قدم الشاعر مراد السوداني قصيدة يقول:
الليل نافذة لتبصر في الطباق السبع، برق فعالك البيضاء، تمشي الهوينى
والطريق معفر بالدم والطلقات، فترد مبتسما، وتهزأ بالنكوص وزفرة الخذلان
شجر مضيء في عتيم الحزن وجهك، بين قافيتين من مكاء وحناء عبورك يافتى الفتيان
فادي، يعبىء جعبة المعنى بسهم النار، فادي القرار، قلب تلفع بالمروج الخضر والشجر المقاتل والرصاص
كفان تقترحان أغنية الفدائيين” طالعلك ياعدوي طالع”.
ومن سورية قدم الشاعر د. أسامة حمود قصيدته” نسغ الجمال شآمنا”
تيهي بحسنك واشمخي يا شام، لا يشغلنك عارض وغمام
تساقط الأوراق عن أغصانها، للروح في تشرين ثم قيام
نسغ الحياة به الرواسخ ترتوي، والواهنات تميطها الأنسام
الشام دالية تجود بسحرها، وتضيء في شمراخها الأقلام
سفر من الأمجاد يزهو خالدا، ستظل تكبر شأوه الأيام
سقطت أساطير العتاة بساحنا، ولسوف تسقط ها هنا أوهام.
وللجزائر مشاركته في الشعر عبر الشاعر يوسف شقرا الذي ألقى قصيدة” حدثنا المهدي الأخير” مهداة للشاعر محمود درويش:
قلبي الذي رفض المكان، مكانه، وترجل حافي القدمي، لا رأس يلبسه، لا عينين تبصران لونه المتشعب
ومن الكلام شكا وتعجب، كان يبحث عن فضاء لا أملكه، وجدته تائها في ساحة الثورة
والمهدي حلم يتقمطه، لم يلق التحية ككل صباح، ضائعا كان، منهمكا صار، أحلامه قدت من أصابعها.
كما شارك العديد من الشعراء بقصائد يتغنون فيها بأمجاد العروبة وأهمية المقاومة والتضامن العربي، واختتم الشاعر توفيق أحمد المهرجان بقصائد قصيرة، وتضمن الافتتاح قصيدة له بعنوان” هذي الشآم” غناء المطربة شذا الحايك وألحان سهيل عرفة.