الثورة – فاتن أحمد دعبول:
توقفت ورشة العمل” الدراما السورية.. صناعة فكر ومسؤولية مجتمعية” التي أقامتها وزارة الإعلام ولجنة صناعة السينما والتلفزيون في فندق الشام بدمشق في يومها الثاني عند مضامين تصب في محتوى الدراما والقيم والرسائل التي يجب أن تعكسها في ترسيخ الهوية الوطنية.
وناقشت الورشة التي أدارها الدكتور أكرم القش ورقة عمل قدمها الدكتور عماد فوزي الشعيبي بعنوان” العلاقة بين المتغيرات السياسية والاجتماعية والاقتصادية وبين التأثيرات المحتملة للدراما على الهوية الثقافية ومصلحة الدولة العليا”.
* د. الشعيبي: رسالة الفن تحديد الهوية المجتمعية..
وبيَّن د. الشعيبي في مداخلته أن العمل الدرامي مهما كانت صفته لابد أن ينتهي إلى مخرجات، وأن يكون للعمل رسالة أخلاقية، فالدراما مسؤولية ومن أدوارها أن تشير إلى السلبيات، فأي عمل إذا كان محض توصيف للواقع فإنه سيغدو خالياً من البعد الفني ومن الرسالة معاً.
ولفت بدوره إلى البعد النفسي الذي يحدثه الفعل الدرامي في المتلقي، فكثيرة هي الأعمال التي تغلب عليها سمة المأساة المتكررة والتي تبعث في بعض مخرجاتها على الكآبة وعلى انعدام الأمل، وهذا نوع من المخرجات الخطيرة والتي تؤثر على ضرورة إحياء الأمل، وزرع الأمل الذي يتحول إلى رجاء كأحد المخرجات التي تتجاوز الإشباع بالسلبيات.
وتوقف الشعيبي عند الفرق بين النقد والانتقاد، وأشار إلى أنه يجب أن يعتمد النقد على التعريف الصحيح والتدقيق بموضوعات النقد بما لايمس بالهوية الوطنية، ويشوه الحقائق المجتمعية، ويبعد المشاهد عن الواقع الإيجابي والمعوقات التي تحول دون الوصول إلى أمنيات المواطن السوري.
كما نوَّه إلى عدم تقييد الفن وتكبيله أيضا بأطر تمنعه من الإبداع فشرط الإبداع هو” الحرية”، وأكد على أن الفن بلا فلسفة تجمع الإبداع بالهوية الوطنية ومصلحة الدولة العليا، هو فن بلا مشروع وبلا قضية جوهرية تفضي إلى الولوج إلى المستقبل النامي والمتحضر، هو فن بلا هوية، وهو ضد الإنسان وليس لصالح بناء المجتمع.
ويخلص بدوره إلى أن نجاح أي رسالة يعتمد بالدرجة الأولى على التغلب على الضجيج المحيط بتلك الرسالة والذي يغلب على مضمونها الحقيقي في بعض الحالات، مبيناً أن رسالة الفن ترتكز على تحديد الهوية المجتمعية ضمن إطار مصلحة الدولة العليا بالتشاركية مع مصالح المواطن الشخصية..
وأكد الشعيبي أن الهوية ومصلحة الدولة مفهومان يفرضان نفسيهما علينا شئنا أم أبينا، وهما يرتبطان ارتباطاً وثيقاً، فكل ما هو حولنا تحكمه الهوية ومصلحة الدولة أو الأمن القومي، وكل هذه المصطلحات تحكمها الجغرافية التي لا تستثير أحداً، والتاريخ وتفاعلات البشر مع كل من وقائع جغرافية وحوادث التاريخ.
* وزير الإعلام: ضرورة العمل على التشاركية والمأسسة..
وفي ختام الورشة بيَّن وزير الإعلام الدكتور بطرس حلاق، أن كل المؤشرات والطروحات خلال الورشة تطلب حلاً جذرياً للصعوبات التي تعترض الدراما السورية، وطبيعة النقاشات التي قدمت دليل اهتمام.
وأضاف أننا أمام قضية شائكة جداً، نحتاج صناعة نحافظ فيها على الفكر وعلى المال وعلى مصلحة الدولة العليا، وعلى مصالحنا الشخصية، وهذه معادلة صعبة، ولكن سنسعى إلى حلها.
الدراما السورية نحن من أسسها كما أسسنا المدارس والجامعات، والورشة تؤكد أننا جميعاً نسير وفق هدف واحد، ولكن الأمر يحتاج جهداً كبيراً، والأهم أن نعمل وفق التشاركية والمأسسة، ونحن نسير في طريق المأسسة، وبيَّن أن ما جاء في الورشة من طروحات سيؤخذ بعين الاهتمام.
وسنسعى إلى وضع استراتيجية تضع مصلحة الدولة العليا في أولوياتها مع مراعاة مصالح شركات الإنتاج الخاصة، ومن مصلحتنا أن تعمل الشركات وتحقق أرباحا، وتمنى على شركات الإنتاج إذا ما وضعت الاستراتيجية أن تضع في خططها تحقيق مصلحة الدولة العليا في الحفاظ على الوعي وبالمقابل فالحكومة ستدعم هذه الشركات حتى تستطيع أن تنتج وتربح.
وأشار بدوره إلى أهمية الوصول لخطاب عقلاني يضمن التشاركية بين القطاع الخاص والمؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني والإذاعي، وذلك عبر الاستفادة من نقاط الضعف والقوة للطرفين، وتقديم التسهيلات المتبادلة من كل جهة، مع التنويه إلى أن التوصيات ستعلن عند الانتهاء من مراجعة الطروحات التي قدمها صناع الدراما.