يقول الخبير الاقتصادي تم هارلون :المستهلكون يدخلون في علاقة عاطفية مع العلامات التجارية، وإذا أردنا كسبهم فعلينا التوقف عن استهدافهم كأسواق لعلامة تجارية، وبدلاً عن ذلك علينا التفكير في إدخالهم بعلاقة حميمة مع علامتنا التجارية.
هكذا كلام أقل مايقال فيه أنه عميق وناتج عن قرارات للنفسية المتحكمة بالمشجعين وهم أغلبهم من جيل الشباب، وهؤلاء للأسف يتهافتون عندنا للحصول على قميص من الأندية الاوروبية حتى لو كان نسخة مزورة، ولا يهتم أغلبهم بالحصول على قميص ناديه السوري المفضل، ولانراهم حتى خلال المباريات الفاصلة يلتزمون بارتداء قميص النادي، بل يأتي من يشجع الفتوة وهو يلبس قميص برشلونة ويأتي من يشجع تشرين وهو يلبس قميص الريال !!.
تفتقر أنديتنا المحلية إلى القدرة على تسويق شعارها عاطفياً، وبالتالي تفتقر إلى القدرة على كسب المشجع في علاقة حميمة طويلة الأمد، فالشعارات والرموز ليست مزاحاً ومجرد علامات تجارية وإنما تدل على الانتماء النفسي العاطفي الفعلي للفريق.
كمثال عالمي نقول إن جميع الأندية العالمية الكبرى تدخل في سباق للإعلان عن قميصها الجديد وتسويقه في المتاجر التابعة لها ، ويتم ذلك عن طريق مدراء تسويق محترفين يعرفون مايفعلون، فالعلامة التجارية عندهم هي علامة عاطفية تدل على مدى الولاء للنادي والالتزام المالي معه، ومن الطبيعي أن يكون الالتزام المالي أشد علامات الوفاء تجاه أي منظمة رئاسية كانت أو غيرها.
لدينا تجربة فريدة قام بها نادي الوحدة الدمشقي للإعلان عن التعاون مع شريك رسمي وبيع قمصانه عبر متجر رسمي مستغلاً بذكاء فترة الصيف، ولم يقم أي نادٍ سوري بخطوة مماثلة ولا حتى الفتوة الذي يحظى بتمويل ممتاز حالياً من قبل رئيسه، رجل الأعمال المعروف.
لايعتبر تسويق العلامة التجارية لقمصان الفريق وأطقمه مجرد تجارة، بل هو علامة عاطفية تدل على الولاء والانتماء، ونفتقر حقيقة للكفاءات التي تقوم بالتسويق والترويج بناء على احترافية ومهارة.
ليس الخلل في المشجع، بل في إدارات الأندية التي لاتلتفت لهكذا تفاصيل مهمة جداً، فعندما يتم عرض العلامة التجارية للمشجع بالطريقة المناسبة والسعر المناسب فسيسارع إلى اقنتائها وإثبات ولائه العاطفي لأنها علامة عاطفية قبل أن تكون تجارية.