تبدأ الأندية المجتهدة والحريصة على تفوقها برسم خارطة طريق للموسم المقبل، وتبدو معالم هذه الخارطة وتتوضح خلال فصل الصيف، من خلال المعسكرات التدريبية والمباريات الإعدادية، وليس هذا حكراً على الأندية المتصدرة والمتفوقة، فحتى تلك التي خرجت بموسم صفري، تسعى من خلال المباريات الإعدادية والمعسكرات إلى إعادة كسب ثقة جمهورها التي تصدعت نتيجة الأداء السيء.
وحتى لو كان الاسم الفني لهذه المعسكرات والمباريات هو (مغلقة) فإنها ليست كذلك بالنسبة لجماهير الأندية، فهذه الجماهير تراقب وتتابع كل ما يحدث فيها بطرقها الخاصة، لماذا؟ لأنها حريصة مثلها مثل الإدارات على الاطمئنان على مستوى أنديتها في الموسم المقبل.
ليست المباريات الإعدادية هي القول الفصل، بل المباريات التي تلعب بالفريق الأساسي، فهذه هي التي يستطيع المدرب من خلالها تكوين فكرة أفضل عن مستوى الفريق قبل خوض غمار المسابقات الرسمية، ومن المهم أن تكون بين فرق متقاربة في المستوى حتى تعطي النتيجة التقديرية الأقرب للواقع، في حال اصطدم الفريقان ببعض في المباريات الرسمية وهي التي تمنح الموسم قوة وإثارة وإمتاعاً.
هناك مفهوم غائب في مشهدنا الكروي وهو ما يعرف بالمباريات الاستثمارية، حيث تقوم الفرق ذات القاعدة الجماهيرية العريضة بجولات ترويجية لقاء مبالغ ضخمة، تدعم خزينة النادي في سوق الانتقالات الصيفية، وميزة هذه المباريات أنها استعراضية ، ويغلب عليها كثرة التغيير، لدرجة أن المدرب يلعب بتشكيلتين مختلفتين في شوطي المباراة، وهذا النوع من المباريات يحظى بتسويق حقوق البث، والتغطية الإعلامية أكثر من بقية المباريات الإعدادية.
“المباريات التجريبية” تشغل بال المدربين أكثر من الجماهير، حيث تختص بتجربة النجوم الجدد، وتطبيق الأفكار التكتيكية التي لم يتعود عليها الفريق من قبل، وعادةً ما تلعب خلف أبواب مغلقة، وبعيداً عن الكاميرات وأعين المراقبين، وتكون هذه النوعية من المواجهات آخر المباريات التي تسبق انطلاق الموسم، ليستخلص منها المدرب عصارة المباريات الإعدادية.
المدرب هو المعني الأول بالمباريات الإعدادية، وقد قسم المدربون تلك المباريات إلى جدية وتجريبية، بحيث تكون اختباراً متكامل الأركان، يفهم منه المدرب فريقه فهماً كاملاً، وليت فرقنا تهتم بالمباريات الاستعراضية الاستثمارية التي تشهد حضوراً جماهيرياً يملأ المدرجات، فإن وضع حجر الأساس لتسويق هذا النوع من المباريات، سيدعم خزائنها، ويقوي شعبيتها ومستواها فمتى سنلتقي على منصات تسويق المباريات الإعدادية والاستعراضية الاستثمارية؟.