شاهدنا أمس المباراة الثانية من سلسلة الدور النهائي في بطولة تحت الـ(23) عاماً بكرة السلة، وكنا شاهدنا قبل ذلك المباراة الأولى من البطولة نفسها في دمشق، هذه القمة التي تجمع فريقي الوحدة والجلاء اللذين حقق كل منهما الفوز على أرضه’; وبقيت البطولة واللقب بانتظار يوم الجمعة القادم في مباراة الفصل وستكون في العاصمة.
هذا السرد سنعدّه مدخلاً لنقول: إن المستوى الفني للقمة لا يبشر بالخير، فإذا كان هؤلاء اللاعبون، ومعظمهم في عمر الرجال، بهذا العجز والمستوى الفني المتواضع، ندرك تماماً أن رديف الرجال ليس كما يشتهي عشاق اللعبة.
في ألعابنا الجماعية يطيب للاتحادات الاجتهاد باختراع مسابقات ويقولون: إن هذه المسابقات المحلية التي تأتي على شكل دوري نريد منها المحافظة على أعداد كبيرة وأجيال عمرها حسب الفئة التي يلعبون بها ونخص هنا فئة تحت الـ(23) سنة ويجب الحفاظ على هؤلاء اللاعبين وعدم ضياعهم مع فرق الرجال لذلك يتم اختراع الدوريات واتحادات الألعاب غير آبهة لهذا..!!؟
فيشكل هذا النشاط عبئاً مالياً على أنديتنا التي تشكو الفقر والعوز ودائماً تقول إداراتها: (العين بصيرة واليد قصيرة).
أن نخترع دورياً ونشاطاً لفئة محددة حتى لا يضيع لاعبوها، فهذا تكلفته لا تقل عن تكاليف الرجال قولاً وفعلاً، وينسى رئيس اتحاد كرة السلة الذي يقرر مسابقة كهذه أن المستوى الفني لا يرتبط بالعمر نهائياً، ولو عدنا بالذاكرة إلى الوراء نتذكر أن أفضل لاعبينا في كرة القدم والسلة وكرة الطائرة واليد هم الذين برعوا ولفتوا الأنظار وحجزوا لهم أمكنة بين الكبار، وهم في عمر 17و18ربيعاً، ولنا في ميشيل معدنلي ومحمد أبو سعدة وأنور عبد الحي وعبد القادر كردغلي ونزار محروس ومفيد شريط وأيمن السفاف الأمثلة الراسخة في الأذهان وغيرهم كثيرون أيضاً.
أيها السادة في اتحاداتنا الموقرة: الموهبة تفرض نفسها وهي أولاً، ومن لم يستطع أن يحجز له مكاناً في الفريق الأول وقد بلغ من العمر 29عاماً لن يكون له مكاناً حتى لو أنشأنا له ثلاثة دوريات في كل موسم، فارحموا الأندية واعتنوا بالمواهب فهي الصيغة المثلى للتطور، فبلدنا ولاّدة وزاخرة باللاعبين المهرة.