تحلو حياتنا بوجود أبناء يحترمون أهلهم، ويقدسون عملهم، ويقضون أوقاتهم بكل ما يفيدهم وينفع وطنهم، والسؤال هنا كيف لنا أن نبني جيلاً يحقق هذه الصفات ويكون ذخراً لنا ولبلدنا ويساهم في إعادة إعماره وبنائه؟.
وكيف سيكون الابن مكسباً لنفسه وأهله ومجتمعه؟ والجواب الكافي والشافي مكمنه عند الوالدين، والخطوة الأولى لهما في دورهما في التنشئة والتربية، وما هي الصفات التي سيكتسبها ابنهما، الذي هو أمانة في عنقهما.
بداية وأول شيء في التوجيه هو أن يكون الوالدان أنموذجاً وقدوة تحتذى لابنهما في كل سلوك وتصرف، ولعل أول السلم الحقيقي في التربية هو تعليمه الصدق، فقول الصدق، وتطبيق ذلك في القول والعمل البذرة الأولى في التنشئة الصحيحة.
وثاني الخطوات في التربية الصحيحة احترام الآخرين كبير الناس وصغيرهم، فالابن أو الابنة كالنبتة فإما أن تستقيم وتكبر وتنتج، وإما أن تهمل فتضيع سدى وكأننا لم نزرعها وتكون هباءً منثوراً.
ولا ننسى الرعاية الصحية والغذائية لأبنائنا ليكون بناء الجسم قوياً معافى، ويضيف قوة جديدة لهم ولمجتمعهم، لأن الحكمة تقول العقل السليم في الجسم السليم، ومن الأمور التي لابد من ذكرها هنا غرس المفاهيم التربوية التي هي الأساس كحب العمل والدراسة ووضع هدف لهم لتحديد المسار الحياتي ومناقشتهم بالحوار وبالإقناع وهذه الناحية التوجيهية نكتشف مدى نضوج التفكير لدى أبنائنا.
وهنا تحضرني الحكمة البليغة “المرء بأصغريه قلبه ولسانه”، وعودة على ذي بدء من أولويات التعليم التربوي والتوجيه السليم تعليم الابن والابنة الكرم وتقديم ما يفيد الآخرين وأولهم الوالدين اللذين أفنيا عمرهما ليكون هذا الابن صالحاً لنفسه وأهله ومجتمعه، وتحقيق المقولة الذهبية (أدب المرء خير من ذهبه) وبهذه الصفات التي أوردناها في السلوك والتوجيه هو الذي يجعل هذا النشئ من أبنائنا قوةً مجتمعية تصلح لقيادة المجتمع ليكون سليماً معافى ليصل للأسمى والأجمل والأحلى ويشهد له القاصي والداني، وخلاصة القول: بالأدب والأخلاق تسمو النفوس.
جمال الشيخ بكري.