زواج المقايضة

لا يقوم زواج المقايضة على الحب دائما ولا على رغبة كاملة بين الطرفين ، فهو زواج يعتمد على اتفاق رجلين على تزويج كل منهما أخته أو ابنته للأخر وبالتالي قد لا يكون هناك رغبة من الفتيات بالزواج ولذلك فيه كثير من حالات الإذعان ولا سيما في حالة تزويج الشخص ابنته لشخص أخر ليزوجه أخته.
في العلاقات التجارية كما الحب يوجد مقايضة في تبادل خدمات وبضائع بين جهتين دون استعمال المال أو التبادل النقدي وهذا النوع من التعاملات الاقتصادية تلجأ إليه البلدان التي تتعرض لأزمات نقدية واقتصادية وغالبا يكون بين الدول المأزومة والدول القوية اقتصاديا .
في المشهد السوري تجاهلت الحكومات المتعاقبة هذا النوع من التبادل الاقتصادي رغم حاجتنا إليه ويفسر البعض ذلك بغياب تبادل النقد وبالتالي الحصص الشخصية التي يُمكن جنيها في التعاقدات لتستفيق الحكومة الحالية على دفق من العروض الخارجية لمقايضة الفوسفات بعدد من السلع التي نحتاجها .
ما يؤسف في الأمر أن الحكومة السورية هي من تلقت عروض المقايضة بعد تسارع انعكاسات الأزمة الأوكرانية على إنتاج الأسمدة وليست هي من سعى في طلبها رغم حاجتنا الشديدة ، أما المحزن الآخر بالأمر أنه لدينا احتياطات كبيرة من الفوسفات ولكن استخراجها ونقلها وتحميلها يحتاج إلى رصد اعتمادات كبيرة لتكشيف المناجم اولا ، و إصلاح السكك الحديدية الواصلة إلى مناجم الفوسفات ثانيا ، وتوسيع رصيف التحميل في مرفأ طرطوس ثالثا ، رابعا وربما ليس اخيرا بتعميق الغاطس البحري لاستقبال سفن بحمولات كبيرة ذات جدوى بظل ارتفاع أجور الشحن عالميا.
بالتأكيد كل المواد المعروضة للمقايضة مع الفوسفات مهمة من الدواء إلى الآليات الهندسية إلى الأسمدة إلى التجهيزات الكهربائية وغير ذلك من السلع والمنتجات ولكن هل يُعقل أن الموسم الزراعي على الأبواب ولم تتحرك الحكومة لتأمين السماد الذي يعتبر الفوسفات أساس صناعته ، وسؤال آخر ألا يوجد لدينا منتجات أخرى لمقايضتها مع سلع ومنتجات نحن بحاجة إليها؟ .. أين الحمضيات والتفاح والمنتجات الزراعية الأخرى ؟
إذا كان الفوسفات خلاصنا لتأمين كثير من احتياجاتنا الأساسية من السلع والمنتجات لماذا لم تتحرك الحكومة بتخصيص هذا القطاع بالمبالغ اللازمة لإنتاج الفوسفات؟ .
ربما يشهد موضوع المقايضة بعض النشاط بإلحاح الخارج وليس بتحرك من الجانب السوري ،فمن ترك المواسم منذ عدة سنوات دون سماد وهو يعلم أن الاقتصاد والصمود السوري أساسه القطاع الزراعي المتعطش للسماد لا يتوقع منه ان يتحرك بالقدر الكافي ولا سيما أن التبريرات والحجج جاهزة ومَن يشكك متهم بالانفصال عن الواقع.

آخر الأخبار
مسؤولان أوروبيان: سوريا تسير نحو مستقبل مشرق وتستحق الدعم الرئيس الشرع يكسر "الصور النمطية" ويعيد صياغة دور المرأة هولندا.. جدل سياسي حول عودة اللاجئين السوريين في ذكرى الرحيل .. "عبد الباسط الساروت" صوت الثورة وروحها الخالدة قوات الاحتلال الإسرائيلي تواصل خرقها اتفاق فصل القوات 1974 "رحمة بلا حدود " توزع لحوم الأضاحي على جرحى الثورة بدرعا خريطة طريق تركية  لتعزيز العلاقات الاقتصادية مع سوريا قاصِرون خلف دخان الأراكيل.. كيف دمّر نظام الأسد جيلاً كاملاً ..؟ أطفال بلا أثر.. وول ستريت جورنال تكشف خيوط خطف الآلاف في سوريا الأضحية... شعيرة تعبّدية ورسالة تكافل اجتماعي العيد في سوريا... طقوس ثابتة في وجه التحديات زيادة حوادث السير يُحرك الجهات الأمنية.. دعوات للتشدد وتوعية مجتمعية شاملة مبادرة ترفيهية لرسم البسمة على وجوه نحو 2000 طفل يتيم ذكريات العيد الجميلة في ريف صافيتا تعرض عمال اتصالات طرطوس لحادث انزلاق التربة أثناء عملهم مكافحة زهرة النيل في حماة سوريا والسعودية نحو شراكة اقتصادية أوسع  بمرحلة إعادة الإعمار ماذا يعني" فتح حساب مراسلة "في قطر؟ أراجيح الطفولة.. بين شهقة أم وفقدان أب الشرع في لقاء مع طلاب الجامعات والثانوية: الشباب عماد الإعمار