في أوراق الزمن الذي يعبرنا أو نعبره لا محطات تدوم إلا انسكابه نحو الغد ..فالغد هو اليقين الوحيد الذي علينا أن نثق به سواء كنا على قيد الفعل أو خارجه ..فالثابت الوحيد في الحياة هو المتغيرات وبالتالي نحن نصنع كل ساعة غدنا الذي لا ندري كم نعيش فيه.
مع بداية فصل الخريف حيث تتكامل وتتفاعل دورة الطبيعة كاملة تبدو طاقات الحياة بكل ما فيها من نضج ومن يباس أيضاً ..في سمفونية الشغف هذه مفردات تعني كل شيء..
اتخذ و زوجتي في البيت صباحاً من شرفة البيت المطلة على دروب شتى مجلساً ..لنتابع مشهداً ولا أروع ولا أجمل فيه تبدو ملامح الغد ..أطفال بعمر الندى زرافات ووحدانا يتوجهون نحو مدارسهم ..سير حثيث وشغب ولعب وأصوات وضحكات تملأ جنبات الطريق ..
في خطوة ثمة أمل ورسم ملامح الغد .
من هذه النافذة التي أرى أنها على صغر حجمها تطل على الدنيا كلها ..على غد سوري يجب أن يبقى نقياً كزنابق الضوء المنسكب من عيونهم وبراءة القلوب ..
وكم كان صادقاً ذلك الشاعر الذي كتب على لسان طفل قائلاً: أنا طفل صغير العالم كله في انتظار مجيئي ..مصير العالم رهن بمصيري ..أرجوكم امنحوني الحب لأكون بركة للعالم
نعم غدنا رهن بهم ولهم أنهم الزرع الذي يجب أن يروى بالعاطفة والحب والحنان والقدرة على أن نكون نحن القدوة
أطفالنا هم الثروة الأنقى والأثمن هم نهر اليوم إلى الغد فليكن نبعنا رقراقاً عذباً فراتاً من أجلنا من أجل سورية