حسابات خاطئة

 

مجريات الأحداث في أوكرانيا، والتطورات السياسية المرافقة لها، تؤكد مجدداً أن الولايات المتحدة وأتباعها الأوروبيين يستخدمون نظام كييف كأداة وذريعة لتبرير توسع (الناتو) شرقاً، لمحاصرة روسيا وإضعافها، ومن ثم إقصاؤها عن المسرح الدولي، وهم في الوقت ذاته مستعدون للتخلي عن هذا النظام ورميه خارج ألاعيبهم الجيوسياسية بحال اقتضت مصلحتهم ذلك، وهذا ما أشار إليه بوضوح تملص الناتو من الرد إيجاباً على طلب أوكرانيا بالانضمام الفوري للحلف.

الولايات المتحدة أكدت أن الوقت غير مناسب بعد للموافقة على انضمام أوكرانيا للحلف، واعتبرت أن أفضل طريقة لدعمها هي الدعم العملي “على الأرض”، وقد أيد بعض أعضاء الحلف الرؤية الأميركية، وهذا دليل آخر على أن الغرب الجماعي لا يكترث بالمطلق لمصلحة الشعب الأوكراني، ومن ناحية أخرى يدل على الانقسام الحاصل داخل الحلف بسبب المواقف المتباينة إزاء التعاطي مع مجريات الحرب، ولاسيما أن الارتدادات القاصمة للعقوبات، وما يرافقها من أزمة طاقة وتضخم في منطقة اليورو، تنذر بانفراط عقد التحالف الغربي، وواشنطن تتحسب لهذا الأمر، وتأخذ بعين الاعتبار احتجاجات الشعوب الأوروبية على سياسة حكوماتها.

السياسة الأميركية واضحة لجهة عدم الاكتراث كلياً بالمصلحة الأوروبية، مقابل مواصلة العمل على تحقيق أجنداتها الخاصة، حتى ولو كان ذلك على حساب أمن واستقرار أتباعها في القارة العجوز، ويساعدها في ذلك انصياع القادة والساسة الأوروبيين لرغباتها، وهذا يعد خيانة واضحة من الحكومات الأوروبية لشعوبها الرازحة تحت وطأة التداعيات السلبية لتلك السياسة الخاطئة، ولاسيما على صعيد الوضع الاقتصادي المترنح بفعل العقوبات على روسيا، حيث العديد من المصانع في أوروبا توقفت عن العمل، وغيرها الكثير يهددها شبح الانهيار بسبب أزمة الطاقة ونقص الغاز، والمرجح أن يتفاقم أكثر بعد حادثة “السيل الشمالي”، والتي تشير أصابع الاتهام إلى واشنطن في الوقوف وراء هذا الحادث، حيث إنها المستفيد الأكبر من إيقاف ضخ الغاز الروسي إلى أوروبا.

الغرب بقيادة أميركا وحده من يتحمل مسؤولية الحرب بأوكرانيا، من خلال جر كييف لأن تكون رأس الحربة في مواجهة روسيا، من دون أن تتجرأ الحكومات الغربية على زج قواتها في المعركة، وإنما الاكتفاء بإرسال الأسلحة، وفرض العقوبات الاقتصادية، وهو أقصى ما تستطيع فعله، لإدراكها مدى فداحة الثمن الباهظ الذي ستدفعه بحال المشاركة العسكرية الفعلية بهذه الحرب، ولعل رفض الدول الغربية الموافقة على الطلب الأوكراني بالانضمام إلى الناتو، هو مؤشر قوي على بداية تولد القناعة لدى الغرب بأنه وصل إلى طريق مسدود، ولاسيما بعد انضمام جمهوريتي دونتيسك ولوغانسك ومقاطعتي خيرسون وزابوروجيه رسمياً إلى الاتحاد الروسي، وربما حان الوقت لتسارع الأنظمة الغربية لعقد تفاهمات واتفاقيات جديدة مع روسيا، كي تحافظ على مصالحها الإستراتيجية، فهذا هو الطريق الأسلم لها في نهاية المطاف.

آخر الأخبار
إعادة فتح موانئ القطاع الجنوبي موقع "أنتي وور": الهروب إلى الأمام.. حالة "إسرائيل" اليوم السوداني يعلن النتائج الأولية للتعداد العام للسكان في العراق المتحدث باسم الجنائية الدولية: ضرورة تعاون الدول الأعضاء بشأن اعتقال نتنياهو وغالانت 16 قتيلاً جراء الفيضانات والانهيارات الأرضية في سومطرة الأندونيسية الدفاعات الجوية الروسية تسقط 23 مسيرة أوكرانية خسائر كبيرة لكييف في خاركوف الأرصاد الجوية الصينية تصدر إنذاراً لمواجهة العواصف الثلجية النيجر تطلب رسمياً من الاتحاد الأوروبي تغيير سفيره لديها جرائم الكيان الإسرائيلي والعدالة الدولية مصادرة ١٠٠٠ دراجة نارية.. والجمارك تنفي تسليم قطع ناقصة للمصالح عليها إعادة هيكلة وصيغ تمويلية جديدة.. لجنة لمتابعة الحلول لتمويل المشروعات متناهية الصِغَر والصغيرة العقاد لـ"الثورة": تحسن في عبور المنتجات السورية عبر معبر نصيب إلى دول الخليج وزير السياحة من اللاذقية: معالجة المشاريع المتعثرة والتوسع بالسياحة الشعبية وزارة الثقافة تطلق احتفالية " الثقافة رسالة حياة" "لأجل دمشق نتحاور".. المشاركون: الاستمرار بمصور "ايكو شار" يفقد دمشق حيويتها واستدامتها 10 أيام لتأهيل قوس باب شرقي في دمشق القديمة قبل الأعياد غياب البيانات يهدد مستقبل المشاريع الصغيرة في سورية للمرة الأولى.. الدين الحكومي الأمريكي يصل إلى مستوى قياسي جديد إعلام العدو: نتنياهو مسؤول عن إحباط اتفاقات تبادل الأسرى