تقاس حضارة الدول بالقدرة على الوقاية من الأمراض، حيث إن تكلفة الوقاية أقلّ بكثير من كلف العلاج، وإن تنشيط البرامج التوعوية والتثقيف الصحي للوصول إلى مجتمع واع من خلال تشخيص الأمراض قبل بداياتها، إضافة إلى الجهود المبذولة لتأمين مستلزمات الكشف المبكر والوقاية خاصة من أمراض السرطان عامة ومرض سرطان الثدي على وجه الخصوص والذي يشكّل أهمية بالغة، كون المرض أصبح من التحديات الصحية الرئيسية في جميع أنحاء العالم.
يسعى البرنامج الوطني للتحكّم بالسرطان من خلال الحملة الوطنية للكشف المبكر عن السرطان للوصول إلى جميع المدن والمناطق والقرى النائية في سورية لتقديم خدمة الفحص المجاني والتوعية حول ثلاثة أنواع من السرطان “الثدي، عنق الرحم، البروستات” وهي الأكثر شيوعياً في البلاد، اعتماداً على آليات جديدة لتحقيق خطة وطنية للتحكم بالسرطان.
تكتسب الحملة أهميتها من حيث انتشارها الجغرافي الذي يعتبر الأول من نوعه في سورية، وثانياً توقيتها المهم فهي تخفف أعباء التنقل والتكاليف المادية على المواطنين في الوقت الذي انعكس فيه الوضع الاقتصادي العام سلباً على شريحة واسعة من المجتمع، كما تأتي هذه الحملة كرديف يعزز عمل المنظومة الصحية الوطنية التي تعرّضت لأعباء كبيرة نتيجة الحصار الاقتصادي الجائر أحادي الجانب والحرب الإرهابية الظالمة على سورية.
يشهد القطاع الصحي قفزات نوعية في جميع المجالات سواء في تطوير البنى التحتية أو استخدام وتوظيف أحدث التقنيات، حيث يلقى القطاع اهتماماً كبيراً ويقدّم خدماته لكلّ المقيمين في مختلف المناطق، فالمستشفيات والمراكز الصحية والعيادات التخصصية والمتنقلة تقدّم الخدمات التشخيصية والعلاجية والكشف المبكر عن الأمراض.
إن مجرد التفكير في المحاولة قد يبدو مستحيلاً لكن عندما نخوض التجربة وننتصر فيها تتحقق المعجزة.. فالدور الوقائي يتمثل في المشاركة بحملات الكشف المبكر عن السرطان وليس سرطان الثدي فقط بل عن جميع الأمراض، والوقاية من الإصابة بتلك الأمراض، لأن الكشف المبكر عن الأورام يعني تخفيف معاناة المريض خلال رحلة العلاج وخفض الأعباء الاقتصادية عن المؤسسات الصحية.. خاصة أن نسبة كبيرة من المصابين بالعديد من الأمراض تكتشف بمراحله الأخيرة.