اعتذر منكم عن هذا العنوان الفج، في هذا الزمن ليس الصعب، بل المستحيل.. لا أظن في حالتنا.. وأيامنا وواقع بلدنا ما يسهل علينا نقلاً أو توطيناً أو تطويراً .. والأفضل .. أن نحافظ على شيء مما بقي لدينا..وأن نحرص أن نجد فيه ما نأكله.. ونستقر في وطننا الذي يستنجد بهمة من بقي..
النقل ضرورة، بما هو استفادة من تجارب الشعوب وخبراتها في بناء الحياة المعاصرة المناسبة لبلدانها.. وكان لنا مسعى في هذا الاتجاه.. بشكل خاص في محاولة نقل التكنولوجيا.. ومن ثم سعينا لتوطينها.. ويفترض تطويرها أيضاً.. لكن.. وبكل حسرة فشلنا..الفشل الذي ما زال ينشر راياته.
اليوم تقدم حالتنا التي تعتصر الهموم في قلوبنا بيانات متتالية.. بخطوط غير واضحة ولا مقروءة، عن الذي أصابنا.. نبحث عن أي إمكانية للاستمرار..!
النقل عن تجارب الشعوب مهم جداً وضروري وقد يشكل خشبة خلاص أو داعماً لها.. لكن.. ليس النقل على تلك الدرجة من السهولة!! بل يتطلب كل متطلبات الاختراع والإبداع من الجدية والعلم والمثابرة .. ويحتاج أيضاً البيئة النظيفة ليوفر المخرج .. بالتوجه الصحيح نحو التوطين والتطوير بعيداً عن العجز عن الابتكار..
أقول ذلك متجاوزاً النفَس الذي حاولت أن أحفظه لهذه الزاوية لأسّهل أمورها وأموري ..!! ولأجعلها أسهل هضماً على معدة مغامر يحاول قراءتها.. لأتفاءل مع المتفائلين من الأصدقاء والأساتذة والزملاء الذين ما زالوا يذكروننا بتجارب الشعوب وانتصاراتها.. بعد أن خرجت من معارك الحروب والانهيار..
أنا بصراحة أرى في هذه اللغة النبيلة المتفائلة دون أي أرضية للتفاؤل.. دعوة لنعيد تجارب لم تثمر في السابق.
النقل.. نعم..
التوطين.. مئة نعم..
التطوير.. مانفع الثالثة إن فشلنا في الأولى والثانية..!!؟؟
As.abboud@gmail.com