الملحق الثقافي-سعاد زاهر:
بضعة كلمات ساحرة..
وها هي في طريقها إليه
بدت حقيبتها الصغيرة كدوائر
تتسع وتلتهم كلّ أغراضها
تأكدت أنها حملت كلّ شيء
ترتجف يداها وهي تغلقها
اقترب اللقاء
الحلم جعلها مخدرة تماماً
كمراهقة تختط أولى لحظاتها العاطفية
ساعات قليلة وهاهي في مواجهة
شقته الصغيرة
بدت فارغة إلا من ظله..!
ترى كم من الظلال مرّ عليها؟
بدأت تتجمد..
لا شيء إطلاقاً
مجرد هدوء مريب
كيف رتب لها عقلها
أنها سوف تنام مستعذبة
همساته المتقنة
ورتابته الهانئة
كيف استقرأت نكهة المفاجآت؟
ها هي تشعر أنها وحدها خائفة منفية
بينما أتاها صوته وازدحام الشارع
يطغى على كل شيء
لقد غادر إلى بلده.. بلا عودة
فقدته إلى الأبد.. هالها سرّ اللوعة
وانشطار الأفق
كأنها تصدعت وتكسرت تماماً
جلست ذاهلة
خائفة مثل المرة الأولى دخلت وخرجت
محملة بمتاهات جميعها تفضي إليه
صارعتها زمناً
وحين استسلمت
ها هي هاربة، نادمة
ولكنها متيقنة
أنها قوية كشبكة عنكبوت
كاهتزاز شمعة
بدأت تكتب وتحذف
سكت في ذهنها كل رنين
وباتت عاجزة
عن الاتصال بأي لغة
يالضحالة المكان
بدا لها مطلياً بالغبار
حين تسلل نور الصباح
امتدت كقامة واجفة
تسمع آخر رسائله
الصوتية قائلاً «تعالي»
هالها أنها بلا ركن تستند عليه
وهي تجر حقيبتها الصغيرة
زجاجة العطر الحمراء تركتها كذكرى
في الركن الصغير
حيث اختفى قلبها إلى الأبد
انطفأ في ذهنها كل شيء
داهمها الفراغ
واحتفظت بألبوم عجزها
ومزقت أشرعة العودة
ومضت تغالب أي وعد
وتمحي أي ذكرى
هربت وتوارت..
وانسحبت لعلها تحتفظ بحروفها
قبل أن تنطفئ إلى الأبد…!
العدد 1115 – 11- 10-2022