الملحق الثقافي- ديب علي حسن :
مرّت منذ أيام ذكرى رحيل المفكر العربي الفلسطيني ادوارد سعيد صاحب كتاب الاستشراق الشهير الذي فكك وعرى هذا المفهوم الاستعماري ذا اللبوس المتلون من السياحة إلى الثقافة إلى الاجتماع .
عراه بمنهج علمي محكم ومتوقن وبين النوايا والدوافع التي كانت وراء أن يشد من يسمون أنفسهم رحالة غربيين إلى الصحراء والمدن العربية .
يحولون الوديان والوهاد يتحملون مخاطر الصحراء وغزو اللصوص ..أسرتهم خيام .
بعضهم من باب الانغماس في الدور استعرب واتخذ اسماً عربياً ..
والنتيجة انهم استطاعوا أن يقرؤوا المجتمع الشرقي ويعرفون نقاط قوته وضعفه..
بكل الاحوال حاول إدوارد سعيد تفكيك هذا المصطلح واظهر شناعة أساليب الاستعمار الغربي في الغزو الذي بدأ استشراقا ثم غزوا مباشرا والان تطورت وسائله ولم تعد الرحلات ولا الخيم أدواته..
التقنيات الحديثة من مشتقات مواقع التواصل الاجتماعي هي السياحة الزرقاء…
ومن الملاحظ أن الكثير ممن يدعون البحث في التاريخ القريب يتخذون من كتب الرحالة الغربيين مراجع لهم لا يأبهون لما فيها من دس ومغالطات وضعت لتكون حقول الغام متفجرة ..وقد اتت بعض أكلها في الفتنة وتشويه المجتمعات ..
نحتاج اليوم عقلا بحجم ما فعله إدوارد سعيد ليفكك هذا الاستشراق الازرق الأكثر خطورة وفتكا مما مضى.
وبالتأكيد سوف يتعرض لما تعرض له سعيد من الاهل قبل الأعداء.. ولكنه على أرض الواقع حفر مجرى عميقا مازال مثارا للنقاش.
العدد 1115 – 11- 10-2022