بين الواقع والشكوى

 

حتى مع طرحه كعنوان بارز لندوات حوارية، واجتماعات عدة لجهات معنية ورسمية وجمعيات أهلية متخصصة، لم يحظَ هذا العنوان بصدى وقبول ملحوظ لدى الأفراد لجهة اعتماد ثقافة الشكوى من باب المطالبة بحقوق الأفراد، والمساهمة في المساعدة وتفعيل أدوار المواطن في لحظ مخالفات وتجاوزات تحدث في كثير من الجوانب دون أي اعتبارات لعواقب هذه التجاوزات.

ففي جانب الأسعار وارتفاعها المستمر واستغلال المستهلك من قبل كثير من الباعة وتجار السوق الطامحين أبداً لمزيد من الأرباح، بدا المستهلك بحيرة بين الواقع والشكوى، ولم يعد في حاجة لها، ولسان حاله يردد، مانفع الشكوى طالما التجاوزات واضحة، ومخالفات الأسعار بحجج واهية باتت لاتحتاج لشكوى بقدر ماتحتاج لرقابة أكبر، ومحاسبة شديدة لمن يتاجرون باحتياجات مستهلك بات همه اليومي تأمين مستلزمات عيشه بأبسط الأشكال.

كما أن حال الأسواق اليومي يؤكد فلتان حالة الأسعار والفوضى فيها، حيث تجاوز ارتفاعها الحدود والتوقعات، لدرجة أن محال كبيرة ومولات مشهورة وحتى باعة الأسواق الشعبية والبقاليات الصغيرة في مختلف الأحياء ترفع أسعار مختلف المواد لأكثر من مرة في اليوم الواحد، ولسلع استهلاكية أساسية للمعيشية اليومية، حيث لاغنى عنها كمتطلبات بسيطة لابد منها.

وفي ظروف معيشة صعبة من جهة وفقدان القدرة الشرائية للأفراد وذوي دخل محدود جداً لايستطيع أبداً مسايرة هذا الارتفاع اللا معقول أو المقبول في الأسعار من جهة أخرى، قد لاتنفع أية شكوى في كبح جماح الطمع والمخالفات العلنية في استغلال المستهلك الذي بات حلقة ضعيفة ولاحول له ولاقوة في أي مواجهة في هذا الأمر.

وأي شكوى أو حتى شكاوى كثيرة لا يمكن أن تحقق جدواها المطلوبة والغاية منها مادامت التجاوزات مستمرة، حتى مع كثير من تأكيدات الجهات المعنية بالتشدد في عقوبات المخالفين، وأين هي هذه الجهات من تأمين حماية المستهلك ومحاسبة المخالفين، وضبط الأسعار وعشوائية التسعير والمزاجية في عرض السلع واحتكارها، والمتاجرة باحتياجات المستهلك وحتى بصحته وسلامة غذائه.

ومع عدم الاستهانة بأهمية ثقافة الشكوى وتعميمها بين الأفراد، هناك أيضاً أدوار مهمة ضروري جداً تفعيلها ولحظها في الظروف الحالية، ومطلوبة من جهات عدة في المراقبة والحضور أكثر ورصد الواقع وإنصاف المستهلك وحمايته، ووضع حدود وضوابط في الأسعار وطمع واستغلال التجار.

آخر الأخبار
معسكرات تدريبية مجانية للنشر العلمي الخارجي بجامعة دمشق "كايزن".. نحو تحسين مستمر في بيئة العمل السورية نحو اقتصاد سوري جديد.. رؤية عملية للنهوض من بوابة الانفتاح والاستثمار بناء اقتصاد قوي يتطلب جهداً جم... اليابان تدرس.. ونائب أمريكي: يجب تعزيز التحالف مع سوريا استطلاع (الثورة) للشارع السوري في فرنسا حول رفع العقوبات مسابقة الخطلاء للشعر النبطي تخصص لسورية صيدلية مناوبة واحدة في مدينة طرطوس والنقابة توضح حذف الأصفار من العملة.. ضرورة أم مخاطرة؟! تأخر في استلام أسطوانة الغاز بدرعا مرسوم رئاسي بتشكيل الهيئة الوطنية للعدالة الانتقالية نقل مواقف الباصات لجسر الوزان .. بين الحل المروري والعبء الاقتصادي مرسوم رئاسي بتشكيل الهيئة الوطنية للمفقودين قوافل حجاج بيت الله الحرام تبدأ الانطلاق من مطار دمشق الدولي إلى جدة مرسوم رئاسي حول الهيئة العامة للتخطيط والتعاون الدولي "السورية للمخابز": تخصيص منافذ بيع للنساء وكبار السن  د. حيدر لـ"الثورة": زيادة "النقد" مرتبط بدوران عجلة الاقتصاد  وفد صناعي أردني  و٢٥ شركة في معرض "بيلدكس" وتفاؤل بحركة التجارة نوافذ التفاؤل بأيدينا...    د .البيطار لـ"الثورة": الدولة ضمانة الجميع وبوابة النهوض بالمجتمع  "الاختلاف" ثقافة إيجابية.. لماذا يتحول إلى قطيعة وعداء؟ الأمم المتحدة تكرر رفضها لخطة المساعدات الإسرائيلية الأمريكية لغزة