سفر الختام – الإصحاح التاسع والعشرون التفاح في عزلته!

 

موسم قطاف التفاح … وتراه مكوماً مشنوقاً في محافظ نايلون سميكة تصطف على الأرصفة وفي الساحات وعند أبواب الدكاكين وأسواق بيع الخضر والفواكه ..

تفاح الشام يا شامي .. تفاح سورية … من الذي فعل بك كل هذا .. حتى ولا البصل يقبل ما أنت عليه وعهدي بك كنت التفاح .. أعني ملك الفواكه .. فمن أين جئت بكل هذا التواضع ..؟! أم أنك تخفي حقائق مؤلمة ..

أسعار التفاح تبدأ معك من 300 ليرة للكيلو للتفاح الصناعي .. وتصعد إلى ألف ليرة “تفاح مائدة جيد” .. وألف وخمسمئة حتى ألفين “تفاح فاخر” .. وهذا يجعل من زراعته وتسويقه .. عملاً خاسراً ..

“من زمان ونحنا صغار .. ما كان عندنا تفاح .. قليل .. كتير قليل” .. كان يأتينا من لبنان غالباً .. كان محترماً إلى حد الإجلال .. وكثيرون كانوا يكتفون منه بالشم .. وكان يؤكل بالقشر والبذور والمقدمة والقفا .. وكان يصل الدكاكين والأسواق معبأ كل تفاحة لوحدها .. ومجللة بورق ناعم ملون .. يغلب عليه اللون النهدي ..

كان العز للتفاح .. والسعر غالٍ .. وسطياً ليرة للكيلو .. وإذا أردت أن تعرف شيئاً عن هذه الليرة .. كيلو راحة ممسكة كان بثلاثة أرباع الليرة .. وكيلو اللبن بأقل من ربع ليرة .. وكذا الحليب !!

“خلونا مع التفاح وخيبته في هذا الزمن وبلا ما نحسركم على أسعار تلك الأيام.. كل شيء كان رخيص .. لكن كنا نستطيع أن نحدد ما نريد .. وليس مثل هذه الأيام .. لا نعلم ما تفعله بنا الأيام ولا أين تضعنا الأقدار”..

لم يعد للتفاح من يقتنيه .. تعرفون لماذا؟؟

هي الكهرباء .. مرة أخرى الكهرباء .. وأظن مع الفشل الأكيد الذي أتوقعه لحل المشكلة بالطاقة البديلة .. الأفضل أن نبحث عن شجرة بديلة .. وصدقوني سيعود للتفاح سعره وستعود لنا أشواقنا لقضم تفاحة إن بقي في أفواهنا ما يقضم ..

لماذا نستغرب ؟!

ألم نتفق سابقاً أن الكهرباء هي عصب الحياة … الزراعة والصناعة والسياحة، إنهم يدشنون مشاريع سياحية و كل شيء .. ومن دون كهرباء لن يبقى من كل ذلك شيء ..

أما التفاح في أيامه الأخيرة فيحتاج لمعجزة ..

سيتحول جزء بسيط منه للصناعة .. والباقي يؤكل منه القليل في الأيام المتاخمة لموسم القطاف .. أي هذه الأيام .. و الباقي يحفظ الذكرى فقط .. وسنبكي أيام كان عندنا تفاح .. بل كنا نصدره .. وغداً لن نجد منه ما نأكله ..

هل هم يقلعون أشجار التفاح ؟!

نعم يا سيدي .. و من دون أن يبكي عليها أحد .. إنه في محنته التي قد تكون الأخيرة ..

“وراحت أيامك يا خد أحمر وخد أبيض” ..

As.abboud@gmail.com

 

آخر الأخبار
الأتارب تُجدّد حضورها في ذاكرة التحرير  الثالثة عشرة وزير الطوارئ يبحث مع وزير الخارجية البريطاني سبل مكافحة حرائق الغابات تحية لأبطال خطوط النار.. رجال الإطفاء يصنعون المعجزات في مواجهة حرائق اللاذقية غابات الساحل تحترق... نار تلتهم الشجر والحجر والدفاع المدني يبذل جهوداً كبيرة "نَفَس" تنطلق من تحت الرماد.. استجابة عاجلة لحرائق الساحل السوري أردوغان: وحدة سوريا أولوية لتركيا.. ورفع العقوبات يفتح أبواب التنمية والتعاون مفتي لبنان في دمشق.. انفتاح يؤسس لعلاقة جديدة بين بيروت ودمشق بريطانيا تُطلق مرحلة جديدة في العلاقات مع دمشق وتعلن عن دعم إنساني إضافي معلمو إدلب يحتجون و" التربية"  تطمئن وتؤكد استمرار صرف رواتبهم بالدولار دخل ونفقات الأسرة بمسح وطني شامل  حركة نشطة يشهدها مركز حدود نصيب زراعة الموز في طرطوس بين التحديات ومنافسة المستورد... فهل تستمر؟ النحاس لـ"الثورة": الهوية البصرية تعكس تطلعات السوريين برسم وطن الحرية  الجفاف والاحتلال الإسرائيلي يهددان الزراعة في جنوب سوريا أطفال مشردون ومدمنون وحوامل.. ظواهر صادمة في الشارع تهدّد أطفال سوريا صيانة عدد من آبار المياه بالقنيطرة  تركيا تشارك في إخماد حرائق ريف اللاذقية بطائرات وآليات   حفريات خطرة في مداخل سوق هال طفس  عون ينفي عبور مجموعات مسلّحة من سوريا ويؤكد التنسيق مع دمشق  طلاب التاسع يخوضون امتحان اللغة الفرنسية دون تعقيد أو غموض