الثورة – سلوى إسماعيل الديب:
من المعروف عن الشعب البريطاني أنه تقليدي، يتمسك بالعادات والتقاليد، ويتميز ببروده في ردات الفعل، فكان للترجمان “حسين سنبلي” وجهة نظر مختلفة، حيث قام بتعريف القارئ بروح الفكاهة لدى الشعب البريطاني من خلال جمعه العديد من الطرف من المواقع والمراجع كالمجلات البريطانية وصياغتها بلغة عربية رشيقة، حملت معها روح الأديب الكامن داخله من خلال محاضرة في رحاب رابطة الخريجين الجامعيين في حمص بعنوان ” حكايات طريفة ترجمة عن الإنكليزية ” سنقتطف بعضها:
يقول سنبلي: كان الشاعر الإنكليزي الكبير رديارد كبلنغ يطالع الصحف ذات صباحٍ، فإذا به يجد خبر وفاته منشوراً في إحدى الصحف، فأسرع من فوره بتحرير الخطاب التالي إلى صاحب الصحيفة:
“سيِّدي المحترم:
لقد نشرت صحيفتك اليوم خبر وفاتي، ولمَّا كانت صحيفتكم من الصحف التي لا تنشر الأخبار إلا بعد التحقق من صحتها، فلا ريب إذن في أنَّ الخبر صحيح، ولهذا أرجو منكَ شطب اسمي من قائمة المشتركين؛ لأن صحيفتكَ لن تفيدني بعد اليوم ما دمتُ انتقلتُ إلى العالم الآخر”.
وأضاف سنبلي: هذه واحدة من حكايات طريفة ظريفة يسميها البعض: (حكايات)، أو (نوادر)، أو (نكات)، أو (طرائف)، تنتشر هذه الحكايات وتقطع أشواطاً بعيدةً، مثلما ذاعت الخرافات، وانتشرت حكايات الجن، وقصص الحب، فتتناقلها الألسن، ورُوِيت بعضها على أنها تجارب حقيقية حصلت حديثاً مع صديقٍ أو قريبٍ.
وقد حاولنا التقصي عن أصل هذه الطرائف فوجدنا أن معظم الأدلة تضمحل، غير أنها تبقى، لأنها تمتاز بالترفيه، وتسلية النفوس، وتقويم الأخلاق.
كما أنها تشبع رغبتهم في الاطلاع على حوادث غريبة تتضمن خطراً محتملاً أو حادثاً غامضاً، ولعلَّ في بعض الحكايات دروساً وعبراً، مثل القصة التالية الَّتي اخترتها لكم بعنوان (الوصية):
مضى رجلٌ يومه في السوق، ولم يجد مرحاضاً في أي مكان قصده، وبعد أن تقطَّعت به السبل دخل مؤسسةً تُعنى بدفن الموتى، فوجد فيها مرحاضاً، فلمَّا قضى حاجته وخرج، مرَّ بغرفةٍ فيها تابوت مفتوح، ولم يرَ أحداً من أهل الفقيد، فشعر بالذنب لدخوله المكان على هذا النحو ولهذا السبب، خطا داخل الغرفة، ووقَّع في سجل المعزين، ولم تمض مدة وجيزة حتَّى تلقَّى اتصالاً من محامٍ أخبره أن المتوفى، وهو رجلٌ وافر الثراء، أوصى بتوزيع ثروته على الَّذين يحضرون جنازته، وكان هو الشخص الوحيد الَّذي حضر.
وأشار بأن قصصاً كهذه تُروى وتُعاد في السهرات، وخلال الرحلات، ولقاءات الأصحاب، ليس لحبكتها الموفقة المحكمة فقط، بل لأنها تستحوذ على فكر السامع، أكان كبيراً أم صغيراً.
وأكد أنه في كثيرٍ من الحكايات مقومات قصص الرعب المثالية أو الخيال العلمي، غير أنها لا تخلو من تندر أو طَرافة، وإليكم هذه القصة: فصامٌ ظريفٌ:
قال طبيبٌ نفسي لزميله: “إني أعالج رجلاً يعاني فصاماً طريفاً؛ فهو لا يكتفي بالظن أنه اثنان، بل يدفع عن اثنين.
أخيراً: حضر عدد غفير من المهتمين وأعضاء الرابطة، وجرى نقاش شيق في نهاية المحاضرة عن الترجمة وأهميتها.

السابق
التالي