ديب علي حسن:
ليس ما أرويه هنا طرفة أو مزحة من الخيال، إنما واقعة حقيقية.. تقول زميلة لي حين بدأنا نتحدث عن بعض المواقف المحرجة وكيف تجاوزها من كانت معهم من الطرف الآخر..
تقول عندما دخلت لأول مرة مبنى مؤسسة الوحدة ( جريدة الثورة) لأول مرة منذ عقود وأمام المصعد ثمة رجل أنيق دخلت وإياه المصعد ..بادرته بالسؤال : هل أنت عندنا بالجريدة (ولم أكن دخلتها الا في ذاك اليوم ) ..رد مبتسما : نعم أنا المدير العام …فقلت مرحبة به : أهلا أستاذ…وذكرت اسما ما ..ابتسم ايضا و حين رويت لزميلاتي ما جرى وذكرت الاسم كانت الضحكات تملأ المكان..هل تعرفين أن من قلت له إنه ( فلان ) ليس هو ومن ذكرته كان مديرا منذ عشرة أعوام..
تذكرت ذلك وكنت أظن اني ربما لن أقع فيه .
بمشفى المواساة الجامعي قسم العينية حيث تتجسد معاني النبل الإنساني وقوة العطاء…دخلت مكتب سكرتارية القسم ..ثمة رجل أنيق كنت أراه دائما يتابع العمل ..أمسك ما بيدي من أوراق وطرح علي أكثر من سؤال وأنا أجيبه ذاكرا اسما ما ..
يبتسم الرجل الوقور…يوقع الأوراق ويقول لي افعل كذا وكذا ..وأعود لأكرر اسما آخر شاكرا إياه به ..
كانت السكرتيرة تنظر إلي وهي تبتسم .ظننت ..
حين وقع الدكتور ورقة القبول طواها وقال لي بسرعة إلى..
لم أفتح الورقة الا بعد أن أصبحت بعيدا عن المكان ..تسمرت بمكاني..ياالهي ..إنه ليس من أناديه بهذا الاسم.
إنه رئيس الشعبة العينية محمد زياد عيون
.كم كان حكيما حين طوى الورقة حتى لا أراه يوقع وأشعر بالخجل أمام الجميع ..
شكرا مشفى المواساة بكل من فيك من عاملين وجيش صحي لا يكل ولا يمل ..شكرا لسورية التي ستبقى الوطن الحنون ..شكرا للطبيب الإنسان اي طبيب أيا كان ..شكرا للدكتور زياد عيون..شكرا للدكتور فراس الأشقر…وكل طبيب في كل صرح سوري ..
هي حكاية زميلتي وقد وقعت بها وكنت أظن اني لن أقع فيه.وفي كلا الحالتين نبل الرجال ظهر جليا.
