الثورة – نوار حيدر :
صدر العدد الجديد من مجلة الأسبوع الأدبي العدد (١٧٩٢) الصادرة عن اتحاد الكتاب العرب، وتناول جملة من القضايا والآراء الأدبية والثقافية، إضافة إلى القصص والقصائد الشعرية، كما أضاء على عدد من نشاطات اتحاد الكتاب العرب.
في افتتاحية العدد كتب د. محمد الحوراني بعنوان “المقابلة والغزو الثقافي” …إن أخطر ما يريد الخصم تحقيقه من خلال الغزو الثقافي هو تحويل الأمة المخترقة أو المغزوة ، إن صح التعبير ، إلى أمة تابعة، ومن ثم السيطرة عليها دون أي خسائر تذكر. وهو ما يفرض على المؤسسات الثقافية أن تزيد من جهودها في سبيل تعزيز ثقافة الوعي وذلك من خلال بناء الثقافة الوطنية والاهتمام بالقراءة والتشجيع عليها وخاصة عند الأطفال والناشئة، والعمل على إقامة المسابقات في هذا المجال، وكذلك الاهتمام باللغة الأساسية لهذا المجتمع أو تلك الأمة من خلال الإعلام والتربية والتعليم، فالغزو يهدف أساساً إلى احتلال عقول الأمة.
وكتب رياض طبرة تحت عنوان “الجولان ليست هضبة” ..دأبت وسائل إعلام العدو الإسرائيلي بعيد عدوان الخامس من حزيران ١٩٦٧ على ترويج عبارة هضبة كمصطلح بديل من الأراضي العربية السورية التي تم احتلالها، بحيث يتراءى للرأي العام في الغرب أن الصراع إن هو إلا على هضبة، أي منطقة أو موقع خال من السكان.
ذلك يعني فيما يعنيه أن هذه الهضبة ليست محافظة سورية بمركزها الرئيس مدينة القنيطرة وما يتبعها من مناطق ونواح وقرى ومزارع قام العدو بهدمها ومسحها من الوجود كيلا تظل في ذاكرة الذين بنوها بعرق جبينهم، وشدة سواعدهم، ونسي أننا عرب أقحاح وموردنا غسان وأننا لا ننسى ديارنا ولا ديار المحبوبة.
الجولان اليوم عربي سوري تحت الاحتلال لكن الاحتلال زائل وما أخذ بالسيف بالسيف يؤخذ.
وتحت عنوان “إعمار العقول أولاً ” كتب أديب رضوان ..معظم الإمكانيات في أي دولة في العالم خارجة من حرب استمرت سنين طوال تنصب على الجانب الاقتصادي، وهي محقة في ذلك لأن الهدف الأولي يكون إعمار المنشآت الاقتصادية والخدمية التي تستطيع من خلال الدولة النهوض وتأمين معيشة مواطنيها، ولكن تبقى الدولة الخارجة من الحرب تعاني آثاراً اجتماعية ربما أعمق من قضية تأمين المعيشة الحياتية الاعتيادية للمواطنين، وهنا يبرز دور الثقافة بمفهومها الهام لجهة تعزيز مفهوم الهوية الوطنية والتمسك بالوطن في سياق الدفاع عنه ليس بالميدان العسكري فقط بل في ميدان مواجهة “الأفكار المتطرفة والخبيثة” التي استطاعت الدول الغربية من خلالها غزو عقول العديد من أبناء الدول ومنها سورية.
لابد للمعنيين في هذا الشأن عدم إغفال الجانب الثقافي في مسألة إعادة الإعمار لأن إعمار العقول ربما أعمق من إعمار الحجر، لأن إعمار العقول بالثقافة الحقيقية وتعزيز مفهوم الوطنية والمواطنة سيساهم حكماً بإعمار الحجر ومن ثم عجلة الاقتصاد والحياة.
وتحت عنوان” أدب الطفل بين اشتراطات النقد وإشكالية التجنيس” كتب د .عبدالله الشاعر
التجنيس عمل تصنيفي وصفي به يوسم عمل إبداعي ما بوسم معين ليندرج بعدها في فئة تشاكله كتابياً وتتوافق معه قرائياً، ولا تجنيس من دون وفرة في الكتابة، ولا نوع وافراً من دون تجنيس، وأعتقد أن أدب الأطفال قد حقق وفرة بإنتاجه فلابد من قواعد التجنيس إذاً.
إن أدب الأطفال يحتاج إلى رؤية نقدية جديدة في ضوء النظريات الحديثة وبنظرة مستقبلية تساهم في بلورة الوعي الفكري الإبداعي لدى الطفل في ظل التحولات التي يشهدها العالم اليوم، وان يمتلك الطفل القدرة على إثارة الأسئلة المغايرة والمنفتحة عن كل ما هو جمالي وإنساني ، وعلينا أن نتخلص من احتكارية أدب الأطفال من أجل أن نسمع أصواتاً جديدة في أدب الأطفال ، إضافة إلى ضرورة فتح مجال بأصوات الأطفال أنفسهم ،وتشجيع المبدعين الحقيقيين الذين يكتبون باحترافية وليس بمزاجية.
