كما بقية الأنشطة اللاصفية الملازمة للمواد التدريسية في المنهاج الدراسي لصفوف المراحل التعليمية، تدخل مواضيع التثقيف الصحي كجانب مهم في شرحها وتوضيحها لتصل للتلاميذ بطرق صحيحة ومناسبة يمكن أن تحقق الجدوى المرجوة منها عبر اتباع التعليمات الصحية، والتقيد بها ليس في المدارس فقط وإنما في البيت والشارع، والتعامل مع الآخرين وفي جميع الأماكن.
إذ يدخل المنهاج الصحي كنشاط ضمن خطة التربية مع كل عام دراسي لأهمية مضمون هذا المنهاج للصفوف التي يطبق فيها، وما يتم اعتماده من معلومات فيه حول كيفية التعامل مع الأمور الصحية، والأمراض واتباع شروط النظافة الشخصية وتوعية التلاميذ حول الوقاية من الاوبئة والأمراض، وتلافي كثير من مسببات العدوى بين التلاميذ.
واللافت في هذا الأمر هو التباين والتعاون بين المدارس في مختلف المحافظات حول كيفية الالتزام وتطبيق هذا المنهج، أو بالأحرى كيفية إيصال المعلومات الصحية، ونشر التوعية الصحية في أوساط الطلاب، لاسيما تلاميذ الصفوف الأولى من مرحلة التعليم الأساسي، وهم الذين يحتاجون أكثر لهذه التوعية واتباع الإرشادات اللازمة، خاصة مع انتشار أمراض خطيرة تهدد الصحة بشكل عام .
وإن كانت دوائر الصحة المدرسية في مديريات التربية يقع على عاتقها مسؤولية كبيرة فيما يخص الشأن الصحي المدرسي ، والمتابعة المطلوبة لذلك، إلا أن العديد من هذه الدوائر لم يلحظ أي انعكاس لتفعيل عملها ومهامها بالشكل المطلوب، على أهمية الأهداف والغايات التي حددت بموجبها إحداث هذه الدوائر من قبل وزارة التربية.
فعمل هذه الدوائر لايقل أهمية عن عمل أية دوائر أخرى حتى الهامة منها بما فيها تعليمية وتربوية وإدارية، في وقت تبرز فيه الحاجة الماسة لهذا العمل، خاصة مع دخول مدارس جديدة في الخدمة بعد أن تم تأهيلها وترميمها لتدخل في عداد المدارس التي تستوعب تلاميذ وطلاب مراحل هذا العام الدراسي.
وفي ضوء هذا التباين يبقى ميدان واقع العمل في المدارس هو الدليل الذي يعكس تفعيل العمل الصحي في المدارس، وتعزيز المنهاج الصحي لجميع تفاصيله ومضامينه، مع ضرورة الاهتمام أكثر بتلاميذ الصفوف الأولى، عبر كوادر خبيرة ومتخصصة بالتوعية الصحية ونشرها بطرق مناسبة تحقق الهدف المطلوب من أجل حالة صحية أكثر أمناً وسلاماً.