من طلابها الشيشكلي والماغوط.. المدرسة الزراعية في السلمية تطفئ شمعتها الـ 112

الثورة – عامر ياغي:

وزير الزراعة: تطوير كامل للمناهج.. ودعم الطلاب المتميزين
أكد وزير الزراعة والإصلاح الزراعي المهندس حسان قطنا في حديث خاص لـ»الثورة» أن الثانوية الزراعية المهنية في السلمية التي أطفأت شمعتها 112 سنة على إنشائها كانت ومازالت منارة للعلم على الرغم من كل أعمال النهب والسلب والسرقة والخريب التي تناوب العثمانيون والفرنسيون على ارتكابها.
الوزير قطنا أشار إلى أن الثانوية الزراعية المهنية في السلمية لا تعنى فقط بالجانب التعليمي النظري فحسب، وإنما هي تهتم بالعلوم النظرية والمهارات التطبيقية الفنية العلمية المطبقة بـ: مخابر ـ حقول ـ المبقرة والمدجنة التابعة للثانوية التي يوجد فيها اختصاصان؛ الأول زراعة، والثاني خاص بالبيطرة.

وكشف عن وجود دراسة يتم العمل عليها حالياً لجهة الإعداد والتحضير لها لتقييم الخطة الدرسية المقررة حالياً «التي سبق أن تم مؤخراً تطوير وتحديث عدد من مناهجها ـ 4 مقررات العام الحالي 2021 ـ 2022» ، تمهيداً لإجراء تطوير كامل للمناهج بالتوازي مع المعاهد والكليات الزراعية، متضمنة معارف ومهارات تخدم القطاع الزراعي بشقيه النباتي والحيواني، ليس فقط للأخذ بيد الطالب للدخول إلى المعاهد والكليات الزراعية، وإنما لمساعدة الطلاب المتميزين منهم في جانب قطاعي معين « الدواجن ـ المكننة الزراعية ـ النحل ـ الأبقار ـ الأشجار المثمرة « للحصول على قرض أو منحة خاصة بالشباب تمكنهم من تأسيس مشروعهم الخاص الذي يطمحون إليه «قيد الدراسة حالياً».
حاضنة لأبناء سورية والدول العربية
المهندسة هزار إسماعيل- مديرة التعليم الزراعي في وزارة الزراعة قالت: إن الثانوية الزراعية بالسلمية هي الأولى من نوعها في المشرق العربي والحاضنة الأهم ـ قبل الحرب على سورية ـ لاستقبال العشرات من أبناء المحافظات السورية والأقطار العربية المجاورة (فلسطين ـ العراق ـ الأردن ـ لبنان)، ممن ساهموا في تدعيم النهضة الزراعية والسياسية والثقافية على الساحتين العربية والإقليمية والدولية ومنهم الرئيس الأسبق للجمهورية العربية السورية أديب الشيشكلي الذي التحق بالمدرسة طالباً مستمعاً وتخرج فيها وفي إضبارته تنبيه شفهي نتيجة عدم التزامه بالدروس العملية، وكذلك الأديب والكاتب محمد الماغوط والشاعر أحمد الجندي، والمؤرخ والكاتب اللبناني ومدير الثانوية (عام 1922) وصفي زكريا، وغيرهم الكثير من النخب.
وأضافت أن قبل 112 عاماً من الآن تم قص الشريط الحريري إيذاناً بافتتاح أول مدرسة زراعية في المشرق العربي التي تم بناؤها (عام 1910) من أموال زكاة أبناء المنطقة على الأرض التي تم الاستيلاء عليها من قبل جيش الاحتلال العثماني.
وأشارت إلى أن الثانوية المهنية الزراعية في السلمية استمرت لعقود من الزمن منفردة في حمل راية التعليم الزراعي على مستوى بلاد الشام، إلى أن تم إحداث مدرسة في منطقة بوقا في مدينة اللاذقية (عام 1925) والتي كانت عبارة عن مدرسة زراعية وصناعية للأيتام، انتقلت بعدها إلى الحكومة السورية وألحقت بوزارة الزراعة بموجب المرسوم (403) تاريخ 2 / 4 / 1947، جنباً إلى جنب مع المدرسة الزراعية التي تم إنشاؤها في مدينة حلب كمزرعة نموذجية في عهد العثمانيين، والتي ما لبثت أن تحولت إلى مدرسة زراعية تعنى بشؤون الأيتام وتمنح شهادات علمية خاصة قبل إتباعها إلى الحكومة وإلحاقها بوزارة الزراعة، ثم جاء إحداث المدرسة الزراعية في مدينة دير الزور بموجب المرسوم (2589) تاريخ 20 / 12 / 1948، كمدرسة زراعية علمية مدة الدراسة فيها سنتان.
خطوة أولى
وأوضحت إسماعيل أن الخطوة الأولى على طريق إحداث ثانوية سلمية الزراعية كانت في (عام 1907) حيث تم استئجار بناء مكون من طابقين في وسط المدينة، خصص الأول منه لإيواء الحيوانات المخصصة لتدريب الطلاب على الدروس العملية، أما الثاني فقد تم تقسيمه بين الإدارة وقاعات التدريس التي استمرت على حالها حتى الانتهاء من تشييد البناء الرسمي للثانوية من أموال زكاة أبناء المنطقة (18 ألف ليرة ذهبية تم اختلاس القسم الأكبر منها، مقابل إنفاق عشرة آلاف ليرة لتشييد الثانوية إلى الغرب من منطقة السلمية وحتى نبع عين الزرقاء) التي قام ناظم بك متصرف حماه بمصادرتها، تمهيداً للقيام بعملية البناء التي تمت هي الأخرى في عام 1909 على أرض بلغت مساحتها (ألف دونم) قام جيش الاحتلال العثماني بالاستيلاء عليها أيضاً.
وفي التفاصيل أشارت إسماعيل إلى قيام سلطات الاحتلال العثماني بمصادرة الأموال (عام 1906) تحت ذريعة محاولة تهريب النقد الذهبي إلى خارج أراضي السلطنة، وعليه قام ناظم بك باحتجاز تلك الأموال وإيداعها في صندوق المتصرفية في مدينة حماه، والاتصال بوالي دمشق الذي سارع بدوره إلى إخبار حكومة الباب العالي عن قضية الأموال المصادرة، فما كان من الأخيرة إلا أن أصدرت فتوى عن الأستانة تقضي بعدم إدخال هذه الأموال في خزينة الدولة، كونها وحسب الشريعة الإسلامية أموال زكاة لا يجوز مصادرتها أو احتجازها، بل إعادتها إلى أصحابها، لكن والي دمشق وبعد عدة مراسلات بينه وبين الباب العالي التركي، تم الاتفاق على تخصيص هذه الأموال لإقامة مشاريع تعود بالنفع والخير على أصحابها، ومن هنا ظهرت فكرة بناء الثانوية الزراعية في السلمية كحل لمشكلة الأموال المصادرة، حيث تم إلحاق أراضي مرج الكريم البالغة (2) ألف دونم بالثانوية الزراعية بناءً على القرار(97) تاريخ 6 / 1 /1923 الصادر عن صبحي بركات الخالدي رئيس اتحاد الدول السورية.

وعن المراحل التي مرت فيها الثانوية منذ تأسيسها قالت إسماعيل، إن العملية التدريسية بدأت رسمياً في عام 1910، واستمرت لغاية انطلاق شرارة الحرب العالمية الأولى، حيث أتى الحريق الذي شب في الثانوية على كل موجوداتها، وتحديداً في الفترة الممتدة بين عامي 1910 و1919 .
وفي عام 1930 صدر قرار بإغلاق الثانوية و تخريج آخر دفعة منها في عام 1933، حيث تم إحداث صف لدار المعلمين الريفيين يتبع لوزارة المعارف، ونقله في عام 1937 إلى مدينة حلب.
بعد تحويل الثانوية إلى محطة تابعة لمصلحة مزرعة الخيول العربية، ومركز لإعادة تأهيل الخيول بغية الحصول على السلالات الجيدة منها، بعدها قام جيش الاحتلال الفرنسي باحتلال أبنيتها وتحويلها إلى مستودعات لتخزين الحبوب التي تتم مصادرتها من الفلاحين.
تثقيف أبناء المزارع
وفي عام 1943 أعيد افتتاح الثانوية الزراعية بموجب المرسوم (101) القاضي بإنشاء مدرسة زراعية ومركز زراعي في السلمية لإصلاح النباتات والبذور،غايتها تثقيف أبناء المزارع وكل من يود تعلم الزراعة والعمل بها تثقيفاً عاماً،على أن تكون مدة الدراسة فيها سنتين، مشيرةً إلى أن مدة الدراسة كانت بعد عام 1943 سنتين، أما قبل ذلك فكانت أربع سنوات، وذلك إلى أن تحولت ثانوية السلمية في عام 1947 إلى مدرسة متوسطة زراعية بالمرسوم (403)، مضيفاً أنه وفي عام 1959 تم تحويل المدارس المتوسطة الزراعية ومنها المدرسة الزراعية في السلمية إلى مدارس ثانوية زراعية بموجب القرار(161) المتضمن إلغاء المدارس المتوسطة الزراعية وتحويلها إلى مدارس ثانوية زراعية.
وعن النظام المطبق داخل المدرسة قالت إسماعيل: إن المدرسة ومنذ افتتاحها وحتى عام 1970 تم اعتماد نظام الحياة الداخلي، حيث كان الطالب يقيم في المدرسة (يأكل ويشرب فيها)، إلى أن تم إلغاء هذا النظام.
أما النظام المطبق حالياً فهو النظام الخارجي، الذي ينص على دوام أبناء المنطقة من الساعة 8 صباحاً ولغاية 40 ،13.

آخر الأخبار
معلوف لـ"الثورة": الحكومة الجديدة خطوة في الاتجاه الصحيح ديب لـ"الثورة": تفعيل تشاركية القطاع الخاص مع تطلعات الحكومة الجديدة  سوريا: الدعم الدولي لتشكيل الحكومة حافز قوي لمواصلة مسيرة الإصلاحات البدء بإصلاح خطوط الكهرباء الرئيسية المغذية لمحافظة درعا الوقوف على جاهزية مستشفى الجولان الوطني ومنظومة الإسعاف القضاء الفرنسي يدين لوبان بالاختلاس ويمنعها من الترشح للرئاسة الإنفاق والاستهلاك في الأعياد بين انتعاش مؤقت وتضخم قادم إصدار ليرة سورية جديدة، حاجة أم رفاه؟ من كنيسة سيدة دمشق.. هنا الجامع الأموي بيربوك من كييف: بوتين لايريد السلام ويراهن على عامل الوقت The New York Times: توغلات إسرائيل داخل سوريا ولبنان تنبئ باحتلال طويل الأمد الاحتلال يواصل خرق الاتفاق..غارة جديدة على الضاحية ولبنان يدين السوداني يؤكد للرئيس الشرع وقوف العراق إلى جانب خيارات الشعب السوري السعودية: 122 مليون مسلم قصدوا الحرمين الشريفين في رمضان مسيرات للسلام والاحتفال بعيد الفطر في ريف دمشق سرقة أجزاء من خط الكهرباء الرئيسي المغذي لمحافظتي درعا والسويداء الاحتلال يصعد عمليات الهدم والتهجير القسري في طولكرم ومخيمها إسبانيا وبولندا ترحبان بإعلان تشكيل الحكومة السورية "تجارة حلب" تختتم فعاليات مهرجان رمضان الخير وليالي رمضان مُحي الدين لـ"الثورة": نجاح الحكومة يستند إلى التنوع واختلاف الآراء والطاقات الشابة