الثورة-حمص-رفاه الدروبي:
في اليوم الثاني من مهرجان المسرح الجامعي السابع والعشرين الذي يقام على خشبة قصر الثقافة بحمص جرى مساء اليوم عرض مسرحية “بيت على الحدود” إعداد وإخراج كمال فضة قدمتها معاهد اللاذقية ويعتبر العمل أول تجربة لكل من المخرج والممثلين لمدة ساعة ونيف شهده قصر الثقافة بحمص.
قدَّم العرض قصة عائلة، الزوجة حامل والزوج فقير يبدو من خلال الديكور في المنزل والملابس وتأتي لجنة لتبلغهم بأنَّها اختارت منزلهم لتخترقه الحدود ويعلو الهرج والمرج لرفض القرار إنَّه يحمل في زواياه وغرفه ذكريات المكان وألفة ومحبة وجنين سيرى النور وأبوا الزوجة يشاركانهما فيه، تبدأ التغييرات لتشمل مقتنيات المنزل وحتى تمتد إلى أبعاد أخرى لاتحمد عقباها ويشهد تخريباً في المكان ما يترك أثراً على نفوس مالكيه.
الإضاءة تتحول حسب المشاهد من اللون الأبيض للأحمر يترافق مع صوت الرصاص تعبيراً عن القتل وسيل الدماء وموسيقى ذات وقع خفيف بين المشاهد تثير الشجون لأنَّ مالكي المنزل لم يعد الحق لهم بالتصرف حتى بغرفة نومهما وخزانة ملابسهما ومنضدة جزأت إلى نصفين وأصبح التنقل ضمن المنزل يحتاج إلى جواز سفر وحرس حدود يقفون له بالمرصاد ويسود شعور بالذل والإهانة لما آلت الحال إليه.
فيما تصبح الحدود مفتوحة حتى لمجرمين ولصوص وتتحول الأحلام إلى كابوس مخيف ستخرج من الهاوية وكل همهما تأمين لقمة العيش وراحوا يتحكمون بمجريات حياتهم حتى بولادة زوجة شارفت لوضع جنينها وبدأت تعاني آلام المخاض وتضع جنينها ليرتفع صوت الإنفجارات حولهما.
كان الديكور مناسب لمجريات الحدث منزل بسيط بأثاث يحتوي على غرفتين وصالة الأولى للنوم وأخرى للجلوس وصور علقت على جدار الصالة للعائلة وملابس مناسبة لأشخاص يمارسون حياتهم اليومية ضمن ردهات المنزل وحتى اللجنة القادمة ذات ملابس رسمية أنيقة عبارة عن بذات سوداء وقميص أبيض وربطات عنق حمراء تتناسب مع الأثاث، ربما يخرجنا قائد العمل من أسى الحدث كي يشعر الحضور بالحبور.
وأشار مخرج العرض كمال فضة بأنَّ كادر العمل يتألف من ١٥ شاباً وشابة من معاهد مدينة اللاذقية تمَّ انتقاؤهم َوفق أولويات يقفون لأول مرَّة على خشبة المسرح وأغلبهم من الفئات العمرية ذات العقد الثاني واعتبر المشاركة جميلة أمام جمهور ناقد يعرف مايريد وأين يتوجّه.